لبنان

نـــــــــــداء إلى الشعب اللبناني \ أخوكم : الدكتور جيلبير المجبِّرْ

أيها الأبطال شعبي المعذب ، أتابع من أرض الغربة معاناتكم اليومية ، ولكن المتابعة مختلفة هذه المرة حيث تُجبرون على التكيُّف مع الأمر الواقع المفروض من حكام جهلاء شياطين الفكر والممارسة . تُجبرون على التكيُّف بشتى مواضيع لأنّ هناك ساسة فاسدين ولأنّ هناك من قرر أن يخوض حربا أفضتْ إلى ما نحن عليه من إحتلال لبعض أجزاء من جنوبنا الأبيّْ . نعم معاناة مرهقة معطوف على خط سياسي تشوبه العمالة والوهن والإرتهان والضعف السياسي الفكري .
أيها الأبطال شعبي المعذب، واقع سياسي مؤلم ومجحف بحقكم واقع يتخلله ساعات وساعات من حرمانكم من أبسط حقوقكم المشروعة وبينما أنا وفريق عملي في خضّمْ متابعتي لأمور الوطن أسعى جاهدًا للإجتماع مع من يريد مساعدتنا الهادفة إلى إنقاذفكم من هذا الواقع المرير لعلّنا نصل إلى بعض التطمينات التي تساعدنا على إجتياز هذه الصعوبات القائمة في وطننا ونصل وإياكم إلى بر الأمان .
أيها الأبطال شعبي المعذب ، إنني أخشى على مستقبلكم ومستقبل وطننا المنهار لأننا وأنتم لا نعيش في جو سياسي مُطمئن ولا في ظل ساسة أصحاب ضمير، ونحن نقول هذا الكلام لأننا منذ سنوات عانينا المعاناة السياسية الأمنية الإقتصادية المالية الإجتماعية بسبب التوترات والإنقسامات التي مرت علينا وعليكم وعلى الوطن. من المؤسف أن أقول لكم أنّ أي محاولة نخطيها هنا لأجل الوطن ولأجل مؤسساته ولأجلكم هي أشبه بتوغل غامض وسط الأدغال السياسية القائمة في لبنان ، ولا أخفي عن مسامعكم ما يُقال هنا على المستوى السياسي والدبلوماسي : ” مشكلتكم قادة الرأي في لبنان إنْ لم تسعوا للتغيير فعبثًا تحاولون ، لا تكثروا من اللقاءات هنا ، جيِّشوا الشعب اللبناني ضد الفساد وساسة الفساد .
أيها الأبطال شعبي المعذب ، أنا وجالس على كرسي مكتبي ومحاطا بالمستشارين والمحبين اللبنانيين نستعرض سويا في عقولنا شريط الأحداث والمخاطر التي نمر بها ، وقال لي أحد المستشارين المعتمدين في لبنان وهو ناشط سياسي ومفكر سياسي “أستاذي هل تتكر ما كنا نتعرض له إبان الحرب حين كنا نختبىء جماعيا في الملاجىء وغالبا من كنا نسعى وضمن الإمكانيات المتاحة لوقف الحرب من خلال بعض الصداقات التي كنا نتمتّع بها ؟ وهل تذكر ما كانت نتيجة مراجعاتنا تحت القصف والتهديد ، إن أبقيتم على هذا الطقم السياسي ستقضون العمر في الملاجىء وتحت أكياس الرمل تستجدون سلاما هشا ستقطعه أيادي الشر أي حكامكم هل تستدركون الأمر ؟”…
أيها الأبطال شعبي المعذب ، ماذا تريدون أن نفعل ؟ هل تريدون أن نبقى دمى تحركها سياسة الفساد؟ نريد لحظة إدراك وطنية نمارسها وإياكم إنطلاقا من القانون والدستور وشرعة حقوق الإنسان والعهد الدولي والقانون الدولي ، نريد أن نعمل سويا على القضاء على عدوّنا البشري وهو الساسة الفاسدون الذين يمارسون سلوكيات غير بشرية … هل من أحدٍ منكم سيمد يد المساعدة لإعادة الأمور لنصابها السليم وفق آلية سياسية وطنية ؟
أيها الأبطال شعبي المعذب ، بالفعل وحتى تاريخ كتابة هذه الرسالة ما زالت أيادي ساسة الفساد تعبث بحياتنا ومشاعرنا وأمننا وإقتصادنا وماليتنا وأولادنا وها هم اليوم ساسة الأمر الواقع يفتعلون المشاكل ويفرّقون الشعب ويؤلبونه على بعضه البعض بإفتعال مشاكل من هنا وهناك وسرقة المال العام التي هي من حقوقنا المكفولة في الدستور . قد عانينا لعقود من مشاكل ساسة الأمر الواقع ومن آثار الإضطهادات والإغتيالات والمشاكل الداخلية والتفجيرات والفراغ السياسي والثورات والنفرقة إلى أن وصلنا إلى ما عليه الآن . أحفاد الحضارة الفينيقية والحضارة العربية هذا هو ندائي لكم لنلتقط أنفاسنا بعد هذه المحن ولنقف سدا منيعا في وجه هؤلاء الفاسدين لنعيد للوطن حريته وسيادته وإستقلاله وديمومة مؤسساته ، إنني على يقين أنكم ستلبون النداء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى