
طرابلس تُختطَف من جديد واستقالات نسيج هي الحل \ بقلم رئيس تحرير موقع صوت الجيل الأستاذ جواد خضر
كيف سُرقت الإنتخابات البلدية من يد الناس؟
ليست إستقالة نصف أعضاء المجلس البلدي بطرابلس مجرد حدث إداري عابر، بل هي نتيحة مباشرة لجريمة سياسية مكتملة الأركان. نعم، جريمة تُسجَل ضد من تواطأ على إرادة الناس و سرق القرار البلدي، و خنق آخر أمل بالتغيير. ففي الإنتخابات الأخيرة خاضت المدينة معركة حقيقية بين أصوات مدنية صادقة حطت بلوائح مستقلة، و بين لائحة سياسية حاولت فرض نفسها على الطرابلسين رُغم رفضهم الواضح لها.
الناس صوتوا… لكن النتائج لم تصدر!
منذ لحظة إغلاق صناديق الإقتراع، بدأت المسرحية. تم تأخير إعلان النتائج بشكل غير مبرّر، و جرى التلاعب الفاضح بالأرقام و الوقائع ،الوجوه التي رفضها الشارع الطرابلسي عادة و ظهرت فجأة في تركيبة المجلس، و تم تقاسم المقاعد على قاعدة المحاصصة: ١٢/١٢، و كأن المدينة غنيمة توزع لا إرادة يُفترض إحترامها
أي ديمقراطية هذه؟ أي دولة تسمح بهذا العبث؟
لائحة السلطة فرضت نفسها رُغم الرفض الشعبي
اللائحة السياسية التي لفظها الناس في الصناديق، عادت من الشباك عبر الصفقات. تم تزييف المشهد الديمقراطي و تطويعهِ ليتناسب مع مصالح قوى أمر الواقع. لا بل، تمت شيطنة اللوائح المدنية، و محاصرتها، و تفكيكها، ثم إستخدمت كغلاف شكلي ” لمجلس توافقي” لكنه لم يكن سوا مجلس هشّ، مفخخ بالتناقضات أُعدَ ليفشل،
و بالفعل فشِل. و النتيجة اليوم إستقالات، شَلَل تام، و عودة الحديث عن الإنتخابات المُبكرة، بينما المدينة تغرق بالظلمة و الإهمال و القُمامة.
من سرق إرادة طرابلس
الجهات التي ضغطت لتأخير النتائج و التي باركت المحاصصة و التي صادرت المجلس هي نفسها اليوم تُزايد و تَزرف دموع التماسيح. لكنها لن تنجح في تبرأة نفسها. أيديهم جميعاً ملطخة بسرقة خيار الناس كل من تواطأ، من سكت، من ساهمَ، من ساير هو شريك في الجريمة
صرخة للمرحلة المقبلة: طرابلس ليست للبيع
على الجميع أن يفهم: طرابلس ليست جائزة ترضية. لا أحد يملكُها لا زعيم لا حزب ، مرجعية القرار في يد أهلها فقط. و أي إنتخابات قادمة يجب أن تكون نَزيهة مستقلة عن كل القوى السياسية التي دمرت المدينة و إبتّزت ناسها لسنوات هذه المدينة لا تحتاج لمجلس بلدي جديد بقدر ما تحتاج لثورة إدارية شاملة و قضاء يحاسب، و مجتمع مدني لا يساوم. كفى تزويراً، كفى صفقات، كفى خطفاً للمدن بإسم التوافق. طرابلس تستحق أن تحّكُم نفسها لا أن تُحكَم بإسمها.
