اجتماع

خبايا القصص القرآنية \ قصة أصحاب السبت✍️د.غنى أحمد عيواظة

مع أنهم بنو إسرائيل، والقرآن الكريم نزل كتابا خاصا بالمسلمين، لكن كان لا بد من ذكر أحوال الأمم السابقة، ونحن أمة متسلسلة بعدهم، فالعاقل من تبصر واعتبر من أخبار غيره، وجزائه جراء طاعته أو معصيته لخالقه.
فنقف مع أصحاب السبت، أهل قرية من بني إسرائيل أمرهم الله سبحانه بتعظيم يوم السبت وترك الصيد فيه، في قوله سبحانه:{ وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لَا يَسْبِتُونَ ۙ لَا تَأْتِيهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ}
أي يا رسول الله: اسأل يهود عصرك ، كعلامة على صدقه صلى الله عليه وسلم بمعرفة تلك الأمور من غير تعلم، سؤال من يدفع خصمه للاعتراف بقيمته الحقيقية ومقامه عند خالقه، حيث كانوا يقولون له نحن أبناء الله وأحباؤه، من سبط إسرائيل وموسى كليم الله، وولده عزير، فأراد الله كشف فعل أسلافهم من مخالفة فروع شريعته، ممن كانوا يسكنون تلك القرية قرب البحر، وجمهور المفسرين على أن المراد بهذه القرية. قرية (أيلة) التي تقع بين مدين والطور، وقيل هي قرية طبرية، وقيل هي مدين، لما أمروا بترك الصيد يوم السبت، فامتحن الله إيمانهم والتزامهم بالطاعة بأن جعل الحيتان تطفو على الماء بكثرة يوم السبت، والحرام يغري النفس الضعيفة، فاتخذت فئة منهم الحياض ليسوقوا الحيتان إليها يوم السبت وتبقى فيها، إذ لا يمكنها الخروج منها لقلة الماء، ثم يأخذونها يوم الأحد، ونهتهم عن فعل ذلك فئة في قوله سبحانه:{ وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا قالوا معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون * فلما نسوا ما ذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون * فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين}، فابتلاهم الله بفسوقهم أن مسخهم قردة وخنازير، يعرفون نسبهم من بني آدم وبنوا آدم لا يعرفونهم، وظلوا ثلاثة أيام ثم ماتوا جميعا.
من خبايا القصة القرآنية:
١- لا تتفاخر بنسبك بل بفعلك، فلو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها كما أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
٢- الاعتراف بالخطأ والرجوع عنه فضيلة منجية، لمن عاش في الوقت الحالي أو من مضى.
٣- ستبتلى بأحب المال إليك، وأحب الأعمال إلى قلبك، بل وياتيك ما تحبه على هيئة منع إلهي من اقترافه، والقرار عندك، والخيار بين يديك، ولكن أيضا النتيجة تحملها بين جنبيك.
٤-الاحتيال فخ تنصبه لنفسك أولا والعاقبة وخيمة.
٥-قد تخسر شيئا بترك الحرام لكنك حتما ستربح الكثير بالالتزام، أولا أجر الطاعة، ثم القبول والرضا، ثم النجاة من عذاب محتوم لو أذنبت، ثم فتح باب الخيرات جزاء بما كانوا يعملون.
٦- حاول أن لا تكون عبرة للآخرين، إلا على سبيل القدوة بعمل الخير، لا عظة بخاتمة سوء لما اقترفته يداك.
٧- أمر الله بنو إسرائيل بتعظيم السبت لما ابتدعوه وتركهم تعظيم يوم الجمعة، ودعينا كمسلمين بتعظيم يوم الجمعة بترك التجارة والسعي إلى ذكر الله تعالى وقت صلاة ظهر الجمعة، ومنحنا ثواب تقديم بدنة فبقرة فشاة فدجاجة فبيضة على حسب التبكير للصلاة، فهل نلتزم بهذا التعظيم، أم نتركه فنمسخ كما مسخ الآخرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى