مقالات

لا ثقة بالوعود الأمريكية الواهية!!! \ بقلم د.ربيع حروق

لن يكون حديثنا في هذه الأسطر عن التمويل الأمريكي للجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها الصهاينة على أرض فلسطين خدمةً للمشروع الصهيوني التوسعي في عالمنا العربي، فقد بات الأمر واضحاً لجميع مكونات الأسرة البشرية أن هذه الإدارة الأمريكية قد فُضح أمرها وبات صراعها واضحاً مع الأسرة الإنسانية وجميع مكونات آليات المحاكمة الدولية على رأسها المحكمة الجنائية الدولية ولجان حقوق الإنسان الدولية المختصة لتورط هذه الإدارة بهذه الجرائم عن طريق التمويل المباشر والرعاية السياسية والمعنوية تطبيقاً لتوجيهات الرأسمالية التي يرأسها اللوبي الصهيوني.

سيتم التطرق اليوم إلى موقف الرئيس الأمريكي “دونالد ترامب” القاضي بإيقاف جميع المنح والقروض وغيرها من المساعدات الفيدرالية، وفقاً لمذكرة حكومية مسربة، أكدها البيت الأبيض لاحقاً، وتأمر المذكرة، الصادرة عن القائم بأعمال رئيس مكتب الميزانية في البيت الأبيض، جميع الوكالات بـ بإيقاف جميع الأنشطة المتعلقة بالالتزامات أو صرف جميع المساعدات المالية الفيدرالية، وسيؤدي الأمر الرئاسي إلى تجميد مليارات الدولارات المخصصة للبرامج الفيدرالية، مثل الإغاثة من الكوارث وأبحاث السرطان، والمنح التعليمية حول العالم الممولة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، وقد ترتب على ذلك أيضاً قيام العديد من الجامعات الأمريكية في العالم العربي بإبلاغ الطلاب المتفوقين المستفيدين من هذه المنح طيلة فترة دراستهم، بموجب عقد بين الوكالة والطالب، بتوقف التمويل الأمريكي المرصود لدراستهم وإقامتهم في السكن الجامعي، وبالتالي يتوجب عليهم القيام بتسديد الرسوم المتوجية عليهم أو ستقوم الجامعات بإيقاف تسجيلهم..علماً أن العديد من هؤلاء الطلاب ينتمون إلى عائلات متوسطة الدخل وما دون وقطعوا أشواطاً كبيرةً في الدراسة ومنهم من وصل إلى فصل التخرج.

إن هذا العمل الشنيع المتمثل بنقض العهد وخلفان الوعد من قبل هذه الإدارة الأمريكية يؤكد لنا أن المنطلقات والأسس التي تتحرك من خلالها في أعمالها التنموية والإنسانية ليست سوى عناوين فارغة وكلمة حقٍ يراد بها باطل، فصحيح أن الدول وخاصةً العظمى منها ليست بجمعيةٍ خيريةٍ، ولكن احترام المواثيق والعهود اتفقت على احترامه الإنسانية على مر العصور..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى