
انهيار النظام الداخلي في غزة: المساعدات تُنهب والناس يفقدون الثقة
تشهد مدينة غزة تصاعدًا خطيرًا في الفوضى الداخلية خلال الساعات الأخيرة، بعد ورود تقارير عن نهب واسع للمساعدات الإنسانية من قبل مجموعات مدنية غاضبة، وسط تراجع قدرة الأجهزة الأمنية على السيطرة على الموقف.
الحادث الأبرز تمثل في مهاجمة قوات الاحتلال لمجموعة من عناصر شرطة غزة وأفراد من حركة حماس، أثناء محاولتهم التصدي لأشخاص نهبوا شاحنات مساعدات كانت في طريقها إلى مناطق منكوبة. ووفق شهود عيان، فإن الاشتباكات لم تكن فقط مع الاحتلال، بل امتدت إلى صدامات داخلية، ما يعكس اهتزاز سلطة الفصائل على الأرض.
الواقع الإنساني الكارثي في القطاع يدفع الناس إلى اتخاذ قرارات فردية بحثًا عن البقاء، بعد أن تضاءلت فرص الحصول على الغذاء والماء والدواء. ومع عجز السلطات عن حماية مستودعات الإغاثة وضبط عملية التوزيع، تزداد مؤشرات الفوضى والتمرد الشعبي.
وتشير التطورات إلى أن حماس، التي كانت تدير العمليات اللوجستية خلال الحرب، تجد نفسها اليوم في مأزق حقيقي، إذ يتآكل نفوذها بفعل الغضب المتصاعد والعجز عن تأمين أبسط مقومات الحياة للمدنيين. يقول أحد الناشطين في غزة: “الناس جاعوا، ولم يعودوا ينتظرون قرارات من فوق. هم يتصرفون بأنفسهم لأنهم فقدوا الأمل”.
في ظل هذا الواقع المتأزم، يظهر ما يشبه التمرد الشعبي الصامت، حيث بدأت مجموعات غير رسمية بتنظيم مبادرات لتوزيع الغذاء بعيدًا عن الهياكل الرسمية، ما يعكس تراجع الثقة الكامل بالقيادة. ما يجري في غزة اليوم ليس فقط أزمة إنسانية، بل أيضًا أزمة شرعية وسيطرة، قد تقود إلى مرحلة جديدة غير متوقعة في المشهد الداخلي الفلسطيني.