مقالات

ماذا بعد أن انتخبت طرابلس أعضاء مجلس بلديتها\بقلم الشيخ مظهر الحموي

رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في الجمهورية اللبنانية
إنصرم الحادي عشر من مايو( أيار) وإنقضت معه المرحلة الثانية من إنتخابات البلدية والإختيارية في محافظتي الشمال وعكار حاملة معها الكثير من المفاجأت وأهمها في عاصمة الشمال طرابلس حيث نتائج هذه الإنتخابات قد شكلت صدمة مدوية بين السياسيين واللوائح المتنافسة على خلاف توقعاتهم المرتقبة..
وإذ يتمنى الطرابلسيون والقوى السياسية المختلفة عدم إنعكاس هذه النتائج على الوضع العام فانهم أعلنوا فور صدور النتائج عن تهنئة الفائزين في المجلس الجديد داعين القوى الطرابلسية المختلفة الى التعاون لمصلحة المدينة والى إحترام الإرادة الديمقراطية لأبناء طرابلس والى تجاوز الإصطفافات الإنتخابية وتسهيل مهمة المجلس المنتخب في إنماء المدينة وحل مشاكلها وان صفحة الإنتخابات البلدية قد طويت مؤكدين على ضرورة إهتمام المجلس الجديد بالسياسة الإنمائية وأن يُفسح المجال للمجلس الجديد ليحقق مطالب هذه المدينة على المستويات كافة.
وفي الحقيقة فإن أبناء طرابلس ليسوا في وارد التوجس من مشكلات تُطاول أمنهم الإجتماعي ، وهم يرون أنه يجب إعطاء هذا المجلس الجديد فرصة للقيام بعمله وتحقيق برنامجه الذي يجمع عليه مختلف الفعاليات الطرابلسية واللوائح المتنافسة.
وإن أمام هذا المجلس إمتحاناً عسيراً ليثبت مصداقيته لحمل أمانة طرابلس وتحقيق مطالبها المتنوعة والذي منحه له قانون الإنتخابات البلدية.
والأهم من ذلك أن لا يتجاهل السياسيون ونواب المدينة ووزراؤها حاجة هذا المجلس – وأي مجلس- الى دعم هذه القوى مادياً ومعنوياً، وأن لا يتركوا هذا المجلس يصارع وحده دون هذا الدعم.
ويأمل الطرابلسيون ألا تدفع النتائج هذه القوى الى محاصرة هذا المجلس والإنصراف عن دعمه لدى الوزارات المختلفة.
وفي الحقيقة فإن أحداً لا ينكر الصدمة التي أحدثتها هذه الانتخابات، إلا أن مصلحة طرابلس ينبغي أن تكون في سلم الأولويات، وإفساح المجال للمجلس المنتخب بتبديد هذه التداعيات وتجاوزها ليتفرغ لمسلسل القضايا الطرابلسية المزمنة والطارئة ، وأن يمتنع الجميع عن عرقلة أعماله وإصابته بنكسة إنطلاقاً من نكايات لن تؤدي إلا الى إطاحة بأمن طرابلس الإجتماعي على مختلف الصعد وهو ما نحذر منه قبل قوات الأوان.
كلمة أخيرة نقولها بكل ثقة وتجرد ، آملين أن نتجاوز إشكاليات ١١ أيار اكراماً لمستقبل أبنائنا ومدينتنا.
ونعود ونكرر ونقول أن هذه الإنتخابات أصبحت وراءنا ويجب علينا أن ننظر الى مستقبل المدينة وندعو كافة القوى الى التعاون مع المجلس الجديد لمصلحة طرابلس وأن يُقدم الجميع إمكانياتهم ودعمهم لهذا المجلس فقد كفانا عبثاً وإستهتاراً ببلدية طرابلس وقد آن الأوان لتسترد المدينة هذه المؤسسة وتبدأ ورشات عمل تطور أوضاع المدينة وتحقق مطالبها لدى المسؤولين وهذا هو الامتحان أمام فعاليات المدينة بأسرها.
أخوكم الشيخ مظهر الحموي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى