
الخربوطلي يثير التساؤلات حول التدخل في الانتخابات البلدية في الكورة وطرابلس!
مع اقتراب الاستحقاق البلدي، يُطرح في الكورة سؤال محوري: هل يدخل رئيس مؤسسة الخربوطلي للتنمية المستدامة الأستاذ محمد الخربوطلي على خط الانتخابات؟ وهل تكون لهذه الخطوة تداعيات إيجابية تُعيد تشكيل مشهد العمل البلدي في المنطقة؟
الخربوطلي، الذي ارتبط اسمه خلال السنوات الأخيرة بسلسلة من المشاريع التنموية والنهضوية التي لم يسبق لها مثيل في الكورة، بات يمثل حالة فريدة في العمل العام، لا سيما من خلال قدرته على خلق توازن بين المبادرة الفردية والرؤية الجماعية، وبين الحضور الفاعل والانفتاح على مختلف مكونات المجتمع الكوراني حيث كانت بداية التدخل التنموي.
ومن خلال علاقاته المتينة مع مختلف الأطياف، استطاع الخربوطلي أن يكرّس مفهوم العيش المشترك كواقع لا كشعار، فكان همه الأول مصلحة الكورة وأهلها، بعيداً عن الحسابات الضيقة والانقسامات التقليدية. تحت مظلته، التقت الطاقات وتلاقت الإرادات، فانطلقت مشاريع إنمائية لامست حاجات الناس الفعلية، ورسخت ثقة الأهالي بإمكانية التغيير.
فمن تعبيد الطرقات إلى إنارة الشوارع و إزالة النفايات و الدورات الدينية و الرياضية إلى المهرجانات و الكرنفالات التي صبت في النهاية لمصلحة الكورة و أهلها
و الذي عبّر الخربوطلي مرارا و تكرارا أنه يعمل للوطن و ليس لمنطقة فقط .
هذا و في خضم هذا الحراك البلدي المرتقب، تتعالى أصوات العديد من الفعاليات والأهالي في الكورة، مطالبة بمشاركة محمد الخربوطلي في الانتخابات البلدية، انطلاقًا من قناعة راسخة بأنه رجل المرحلة وصاحب مشروع النهضة والتطوير الحقيقي. فالكثيرون يرونه عنوانًا للتغيير الإيجابي، نظراً لما حققه من إنجازات ملموسة على الأرض، شكّلت فارقًا في حياة الناس، وأثبتت أن العمل الجاد والشراكة الفعالة يمكن أن تصنع واقعًا جديدًا في الكورة.
وفي ظل هذه التجربة اللافتة، يبرز اليوم اسم مدير مكتبه، المنتمي إلى عائلة كورانية عريقة معروفة بتاريخها واعتدالها، كأحد الأسماء المحتملة لخوض المعترك البلدي. فهل يكون هذا الترشيح امتداداً طبيعياً لنهج الخربوطلي؟ وهل يحمل المدير الشاب الرؤية ذاتها، والروح ذاتها في العمل والالتزام؟
وإذا كان الحديث اليوم يتركّز على الكورة، فإن الأنظار لا تغفل عن طرابلس، المدينة التي لطالما حملت إرثًا تنمويًا وحضاريًا، لكنها تعاني منذ سنوات من غياب حقيقي للدور البلدي الفعّال. وهنا، يبرز أيضًا اسم محمد الخربوطلي كخيار وطني وشمالي، قادر على لعب دور محوري في إعادة تشكيل المجلس البلدي في طرابلس، انطلاقًا من مشروعه النهضوي والتطويري، ومن خلفيته التي تجمع بين العمل الاقتصادي، الاجتماعي والإنمائي.
طرابلس بحاجة اليوم إلى مجلس بلدي يُشبهها، يُعبّر عن ناسها، ويملك رؤية واضحة لاستعادة مكانة المدينة التنموية والاقتصادية. والخربوطلي بما راكمه من خبرات ونجاحات، هو الأحق بالتدخل والمساهمة في هذا المسار، بعيدًا عن الحسابات التقليدية، وتحت سقف واضح: العمل من أجل طرابلس، لا من أجل المواقع.
الرهان اليوم هو على وعي الناخبين في الكورة وطرابلس معًا، وعلى قدرتهم في التمييز بين الشعارات والمشاريع الحقيقية، بين من يطلب الموقع ومن يطلب الخدمة العامة. فالبلدية ليست منصباً بل مسؤولية، وهي فرصة لتجديد الثقة بنهج يضع المصلحة العامة فوق كل اعتبار.
إننا أمام لحظة مفصلية في الشمال كله: فإما أن نستكمل مسار النهضة، أو نعود إلى المربّع الأول. والقرار، كما دائماً، في يد الناس.
وفي النهاية، لا شك أن محمد الخربوطلي هو رجل المرحلة و الحصان الأسود في الانتخابات البلدية والنيابية على حد سواء، في الكورة وطرابلس. هو الرجل الذي أثبت بالفعل، وليس بالقول، أنه رجل النهضة والتطوير. تحت شعار “ارفع رأسك يا أخي، نحن اليوم في غير زمن”، يظل الخربوطلي رمزًا للتغيير الفعلي الذي يطمح الجميع لرؤيته في المستقبل