
خبايا القصص القرآنيةقصة زكريا عليه السلام✍️د.غنى أحمد عيواظة
قال تعالى:
{هُنالِكَ دَعا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (38) فَنادَتْهُ الْمَلائِكَةُ وَهُوَ قائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ (39) قالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عاقِرٌ قالَ كَذلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ ما يَشاءُ (40) قالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلاَّ رَمْزاً وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيراً وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ}
لما رأى زكريا عليه السلام رزق الله سبحانه لمريم في غير وقته، دعا ربه أن يرزقه ذرية طيبة طاهرة الأخلاق، تكمل بها نعم الدين والدنيا، فاستجاب الله له دعاءه وبشرته الملائكة، وقيل جبريل عليه السّلام، بكلمة ” كن فيكون ” من الله سبحانه أي أن ما أراده الله سبحانه نافذ على غرار الطبيعة البشرية وقوانين الحياة، وتلك معجزة يمنها الله على خلقه، فبشر بيحيى عليه السلام سيدا شريفًا في العلم والعبادة، ورسولا لربه إلى قومه، ينبئهم عنه بأمره ونهيه، وحلاله وحرامه، لا يأتي النساء، وهو قادر على ذلك والممنوع منهن أو من لا يشتهيهنّ ولا يقربهن، فتعجب زكريا عليه السلام من الاستجابة وهو شيخ كبير وامرأته لا تلد، مع علمه بذلك وطلبه له، فأراد من الله دليلا على قول الملائكة، فعوقب بأن أخِذَ عليه بلسانه، فجعل لا يقدر على الكلام إلا ما أومأ وأشار، وذكره الله بالتسبيح طرفي النهار.
خبايا القصة القرآنية:
١- طلب النسل سنة الأنبياء والرسل والصالحين.
٢- تأخر الوقت لا يعني فواته طالما أن الصبر ملازم صاحبه.
٣- إذا طلبت فاطلب معالي الأمور، ذرية طيبة.
٤- كرم الله لا يحده عمر ولا سبب، إذا لهج اللسان بالدعاء خالصا موقنا.
٥- تيقن بعطاء الله ولا تشك بقدرته، فيخالط حسن الظن سوءه وينقصه.
٦- أعقب العطاء بتسبيح الله وحمده على ما أنعم وأولى.