
محمود الحارس المبدئي الصاخب \ معن بشور
لم يكن ممكناً لمحمود الحارس المناضل العروبي المقاوم المبدئي ان يشارك في اي لقاء او مؤتمر او منتدى دون ان يترك بصمة مبدئية يذكر فيها الاخرين بثوابت شعبهم وامتهم…. وكثيرا ما كنت امازحه ضاحكا: صدق من اطلق عليك لقب “المبدئي الصاخب” وكان يجيبني ضاحكا : “امام هذا الصمت المعيب والمريب الذي يسود بلادنا ، امام كل ما يجري فيها ولها من عذايات وخيبات وفتن وخيانات لا بد من شيء من الصخب” ويستطرد قائلا :
“لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي..”
غضب ابي حسان، وهو الاردني الاب والسوري الام، على الاوضاع العربية لم يمنعه من ان يرى بصيص الامل يطل على امتنا من خلال المقاومة البطولية في فلسطين ولبنان وفي صمود المؤمنين بمشروع امتهم النهضوي ، كيف لا وهو الذي بدأ حياته النضالية في كلية النجاح في جبل النار في نابلس وفي حركة القوميين العرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين؛ وواصل دراسته الجامعية في جامعة عين شمس في ستينيات القرن الماضي مستمدا من ثورة يوليو الناصرية روح التعلق بالعروبة والوحدة وفلسطين.
كان قبل اصابته بالمرض الخبيث الذي اقعده في السنوات ألاخيرة اول الحاضرين في كل محفل عروبي وحدوي مقاوم. يعقد في اي قطر عريي، وكان قي ذلك المحفل اول من يقرع جرس الاستنهاض لمواجهة التحديات وجرس الانذار للتنبيه من الاخطار المحيقة بأمتنا ، وفي مقدمها فلسطين التي اعطاها محمود الحارس حياته وقال في احد جلسات المؤتمر القومي العريي :” لا يمكن ان تكون عربياً اصيلاً ومؤمناً حقيقياً وانساناً صادقاً اذا لم تكن فلسطين جزءاً منك وانت جزءاً من حركة النضال من اجلها.”
رحم الله ابا حسان
وكل العزاء لعائلته الكريمة.