
مقالات
الأرض تشكو حزنها العربي \ بقلم الدكتور عبدالسلام الفري \ أمريكا
- إلى متى ستظل تنهشنا الرماح؟
- و نظل على ذي الحال تنهكنا الجراح؟
- لنا في كل قطر عراك
- و في كل بيت مأثم و نواح
- أظل أبحث عن وطن قوّام يضمني
- حتى يشعّ صلصالي عبقه الفواح
- رُحت شرقا … رحتُ غربا
- فوجدت الشرق ناراً
- وإذا بالغرب مجتاح
- يا بلاد العُرب أوطاني، ناديتُ،
- أين الشّـامُ و اليَمَـن؟
- أين نجدٌ و تطوانُ؟
- أين مِصـر و بغدانُ؟
- أجابتني، و السماء شاهدة،
- و الأرض معلوم تزهو و تحزن
- كما للناس حزن
- و كما للناس أفراح –
- تكالب اللئام علي، قالت،
- و غاضني الأقحاح
- فكيف يطيب لي العيش وأرضى به
- و حرماتي عند أهلي
- تُهان و تُستباح؟
- أين الفارابي و ابن سينا؟
- أين الخوارزمي و الجرّاح؟
- أين ابن فرناس و ابن خلدون؟
- أين المعتصم و الصلاح؟
- أظل أعدّهم و حاش أعْيَ بِعدهم
- هم للغرب أعلام
- و في أوطانهم أشباح
- رجال صدقوا إذ عاهدوا
- وما راحوا إذْ راحوا
- و كفانا من مجدهم عِذْقه الدوَّاح
- نحن بأيدينا قتلنا رموزنا فينا
- فمنّا الضحية و منّا الذباح
- كلما جادت بقاعنا رمزا نحرناه
- و ادّعينا أنه مجرم سفاح
- بأيدينا نهدم الوطن الذي ظل يأوينا
- و ندعي أن في الهدم إصلاح
- كلما أينعت بقاعنا ثمرا أبَدْناه
- و ما يغني عن المَوْرُوث اللقاح؟
- من الواشي منا ،تُرى،
- و من النصوح؟
- من منا أبو جهل ومن الدحداح؟
- من يكيد لنا و من يقامر بالذمم؟
- كيف ينام الواشي
- في عزة يرتاح؟
- نفشوا في ملّتنا ورضينا
- ولم يرضوا
- حتى فاضت من جهلنا الأرواح
- سقونا خمرة الحِل فثبّطوا فينا الهمم
- فهجرنا الصلاة
- وغاب عن مذهبنا الفلاح
- فتفقأنا شذوذا وغدرا واقتتالا
- و ترانا نموت في الغرب هوىً
- و الغرب مرتاح
- فلا نستفيق إلا و الركب قد سار
- و فيمَ يفيد الغريق الصياح؟
بقلم الدكتور عبدالسلام الفري
- أمريكا –