لا لاحتواء تضحيات غزة ، شعب فلسطين سيد نفسه ،(فتشوا عن الغاز الفلسطيني) نبيل الزعبي
الخط ده خطي
والكلمة دي ليَّه
غطّي الورق غطّي بالدمع ياعْنَيّة
شط الزتون شطي
والأرض عربية
فلسطين عربية نسايمها انفاسي
وترابها من ناسي
وان رحت انا ناسي
ما تنسانيش هيّ
( الشاعر احمد فؤاد نجم )
ماذا ينتظر غزة بعد طول صمود وصبر انبياء وتحقيق انتصار تاريخي يسجل لمقاوميها منذ الساعات الاولى للسابع من تشرين اول ،
وما بعد ذلك ، لم يعد مسموحاً لمتخاذل عربي مهما بلغ شأنه ان يقول : هل نحن بقدرة الاحتلال لمواجهته بالقتال ! محدداً لنفسه مختلف انواع الاحتمالات للتعامل مع العدو الصهيوني فلا يرى سوى الصلح معه في هروبٍ مخزٍ الى الامام يعمل على تجميله امام الرأي العام العربي تحت مسمى “الواقعية” التي تعفيه من الصراع العربي – الصهيوني الدائر والتوجه الاميركي نحو تصفيته الى الابد .
لقد ادى المقاتل الفلسطيني واجباته الوطنية والدينية امام شعبه وربّه ولم يبخل بعشرات الآلاف من الابناء والامهات والاهل والخلّان الذين شاهد العالم بأم العين ، كيف يودعهم الى مثواهم الاخير ، صابراً امام ارادة البقاء ومحتسباً اياهم شهداءً عند ربهم يُرزَقون .
لقد انتصرت غزة ، سواء انتهت معارك الحرب عليها او تواصلت ، وسواء كانت الاثمان اكبر واضخم مما كان متوقّعاً او ايّاً كانت الآفاق مفتوحة لحلٍّ سياسي قد يُفرَض عليها في نهاية المطاف ، او ان القول الفصل في كل ما جرى حتى اليوم لن يكون الا للشعب الفلسطيني الذي فرض نفسه بالدم والاشلاء الممزقة محاوراً ، على الجميع الاعتراف به .
ثمة من يرى ان العدو الصهيوني في حكم المهزوم منذ اللحظات الاولى لحربه على غزة ، وان عرّابه الاميركي يسعى في المرحلة القادمة الى توفير ما امكن له من المكاسب السياسية حفاظاً على ماء الوجه في افضل الاحوال ، ويدخل في هذا الاطار ، الحديث عن غزة ما بعد الحرب ، ومن سيتولى شؤونها ليندرج ضمن الاقتراحات المطروحة بعض الرغبات الجامحة في الحصول على موقع مقرر فيها ، الأمر الذي قوبل بالرفض فلسطينياً ، ويرى المطّلعون ، ان الغاز الفلسطيني الذي تعوم عليه مياه بحر غزّة فتح الشهية لدورٍ اقتصادي واعد لا يمكن اغفاله في المرحلة القادمة التي تقتضي إعمار القطاع وتفتيش كل طرف على ما امكن له من حصصٍ في ” الكعكة” الموعودة ، وتذهب بعض المعلومات الى ما هو اخطر من ذلك حين يكون الدافع الصهيوني هو الابادة لاهل غزة في حال الفشل في ترحيلهم إلى سيناء لهدفٍ اكثر خطورة يتمثل بمشروع قناة بن غوريون التي تحتاج إلى غزة خالية من اهلها للربط بين إيلات والبحر الأبيض المتوسط ،ولكن :
قد يكون غاب عن جميع المحللّين السياسيين الذين يتناولون منذ اليوم ، ما سوف تكون عليه غزة غداً ، ان الارادة التي كسرت شوكة الاحتلال وحطمت السمعة العسكرية لقوات النخبة لديه، قادرة على دحر مشاريعه الامنية الاخرى ، وان اي مشروع سياسي يُخَطّط له للقطاع مستقبلاً ، لا يمكن ان يكون بمعزل عن المصير الفلسطيني المشترك لكل الشعب الفلسطيني داخل السلطة والاراضي المحتلة والشتات ، فإرادة الشعب الفلسطيني لا يمثلها الا ابناء فلسطين الذين اجمعت ارادتهم على التوحيد ومواجهة المصير المشترك بعزيمة السابع من اكتوبر وما تحقق بعدها من انتصارات نفضت كل غبار التضليل والتشويه للقضية الفلسطينية التي تعود اليوم وبعد خمسة وسبعين سنة من الاحتلال ، كأنها حاصلة بالامس لتتوحد حولها ارادة الشعب العربي من المحيط الى الخليج ، ويكتشف المجتمع الدولي زيف الدعايات التي ، لطالما اطلقتها الصهيونية العالمية بتصوير نفسها حامية للحريات والديموقراطية في الكيان الغاصب ، ليتبين ان كل اشكال العنصرية والاجرام وابادة الشعوب تتمثل بها ، وقد آن للمجتمع الدولي والمحاكم الجنائية الدولية محاسبة هذا النظام الصهيو- نازي واجبار الاميركي على تفص اليد منه ، وعليه ان ينتظر مصيراً كمصير نظام التمييز العنصري في جنوب افريقيا وروديسيا وذلك ليس ببعيد ، طال الزمن ام قصر .