
الاحتلال الأمريكي للمحافظات السورية الثلاث عائق أساسي للتنمية المستقبلية* \ بقلم د.ربيع حروق
تعتبر محافظات دير الزور والحسكة والرقة من أبرز المناطق الاستراتيجية في سوريا لغنى مواردها الطبيعية بآبار النفط والغاز مما جعلها نقطة تقاطع لمصالح لقوى دولية وإقليمية، وخاصةً للولايات المتحدة الأمريكية التي نصبت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) حارساً عليها إثر اندلاع الصراع الحديث في سوريا موهمةً الشعب الكردي بأنها ستدعمه في بناء دولة قومية عل الأراضي السورية بالرغم من التنوع السوري الموجود فيها.
أمام هذه التطورات السريعة التي شهدتها الساحة السورية حيث تتهيأ سوريا اليوم لعقد مؤتمر حوارٍ وطني يضم كافة أطيافها، وأمام المعارك الدائرة حتى يومنا هذا بين قوات (قسد) الكردية والقوى العسكرية السورية التي تمثل الحكم الانتقالي الحالي اليوم، لا بد من التأكيد على وحدة كامل الأراضي السورية دون انتقاص لتشمل الجولان المحتل مستقبلاً، وانهاء سيناريو التقسيم إلى غير رجعة وإن تعارض ذلك مع المصالح الأمريكية في سوريا، وعلى القوى السورية المؤثرة أن تمضي قدماً في هذا الخصوص لأن ذلك سينعكس ضعفاً اقتصادياً وسياسياً على مستوى الوطن السوري، وكما فشل المخطط الأمريكي المرسوم في بناء دولة طائفية على الساحل السوري لا تشبه الثقافة الشعبية السورية، سيفشل المخطط الأمريكي في السيطرة الدائمة على محافظات دير الزور والحسكة والرقة الغنية بالنفط لينصهر جميع مكونات الشعب السوري تحت ظل دولة العدالة والمساواة التي ستحميها الأدمغة السورية المقيمة والمهاجرة التي بدأت بالتوافد إلى سوريا بعد رحلات اغتراب قسريةٍ مأساوية.
أختم بما سيقوله المنتقدون حتماً عل ما تم طرحه في هذه الأسطر، وهل سيسمح المجتمع الدولي بتحقيق ذلك، الجواب بأن الواقع الميداني هو من يفرض نفسه على طاولة الحوارات السياسية، ولا بد من السؤال في نفس الوقت، وهل اجتماع الدوحة ومن قبل مسار “أستانا” و”جينيف” جميعها قد حققت أهدافها المرجوة أم أن تسونامي “ردع العدوان” قد فرض معادلات اقليمية جديدة مفاجئة؟!.