مقالات

أين ذهبت المساعدات؟ سكان جباليا يشتكون من غياب الدعم بعد شهر من انتهاء الحرب \ كتب: أسامة الأطلسي

في قطاع غزة، وبعد مرور أكثر من شهر على انتهاء الحرب، تتصاعد موجة من الغضب الشعبي ضد منظمات الإغاثة الإنسانية، وسط اتهامات واسعة بالفساد وسوء توزيع المساعدات. يقول سكان في مخيم جباليا إن المساعدات التي يُفترض أن تصل إلى العائلات المتضررة لا تصل إلا إلى “من لديهم علاقات أو مصالح شخصية”، فيما يبقى آلاف المدنيين بلا طعام أو دواء أو مأوى.

أحد السكان المتضررين عبّر بغضب قائلاً: “مرّ شهر كامل منذ انتهاء الحرب، ولم نتلقَّ شيئاً. لا طعام، لا دواء، ولا حتى خيمة واحدة. كل شيء يذهب إلى من يعرفون المسؤولين أو لهم نفوذ.”

ويرى كثيرون أن الفساد في آلية توزيع المساعدات أصبح ظاهرة علنية، وأن بعض المسؤولين المحليين يسيطرون على شحنات المساعدات ويعيدون توجيهها إلى من يتبعونهم أو يقدّمون لهم الولاء. ويقول أحد المراقبين المحليين إن هذه الاتهامات ليست جديدة، لكنها تفاقمت مع ازدياد الحاجة بعد الحرب الأخيرة، مشيراً إلى أن “المساعدات لا تصل إلى المستحقين الحقيقيين، بل تُستغل لأغراض سياسية واجتماعية.”

تعيش العائلات التي فقدت منازلها وضعاً بالغ الصعوبة، فالكثير منها لا يزال بين الركام أو في مدارس متهالكة تستخدم كملاجئ مؤقتة، دون توفر مقومات الحياة الأساسية. يقول أحد المواطنين في غزة: “نحن نعيش بلا كرامة. الناس الذين خسروا كل شيء منذ عامين لم يحصلوا على أي تعويض أو دعم، وكأنهم خارج حسابات العالم.”

ويؤكد سكان آخرون أن المنظمات الدولية العاملة في القطاع لا تراقب بشكل فعّال كيفية توزيع المساعدات، مما يفتح الباب أمام سوء الإدارة والفساد. ومع استمرار الأزمة الاقتصادية والبطالة ونقص الخدمات، تتزايد مشاعر الإحباط بين الأهالي الذين يشعرون بأنهم تُركوا لمصيرهم.

في الوقت الذي تتحدث فيه المؤسسات الدولية عن “خطط لإعادة الإعمار” و“تحسين الظروف المعيشية”، يرى كثيرون من سكان غزة أن الواقع مختلف تماماً، وأن العدالة في توزيع المساعدات ما تزال بعيدة المنال. وبينما تتكدّس المخازن في بعض المناطق بالمساعدات، هناك أحياء كاملة لا تجد حتى رغيف الخبز أو زجاجة الماء.

ويختم أحد الشبان حديثه بمرارة: “نسمع عن ملايين الدولارات التي تدخل باسم غزة، لكننا لا نرى منها شيئاً. يبدو أن الفقراء هم دائماً آخر من يُفكَّر فيهم.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى