مقالات

دعوات لعودة قطر إلى طاولة المفاوضات وسط تصاعد الدمار في غزة \ كتبت لارا الاحمد

في الوقت الذي ينتظر فيه القطريون اعتذارًا رسميًا من إسرائيل عن الضربة التي استهدفت مبنى في الدوحة، تتصاعد مأساة غزة يومًا بعد يوم، حيث يزداد الدمار، وتستمر موجات النزوح، وتتواصل عمليات القتل بلا هوادة. وبينما انشغلت وسائل الإعلام بخبر استهداف المبنى القطري، يعيش أهالي غزة تحت وابل القصف الذي دمّر أحياءً بأكملها، وحوّل المنازل إلى ركام، وترك آلاف العائلات بلا مأوى أو مصدر للرزق.

يصف سكان غزة الوضع بكلمات تنقل حجم المأساة: “في الدوحة تضرّر مبنى واحد، أما في غزة فالعشرات، وربما المئات من المباني تُدمّر، ولا قدرة لنا على إعادة بنائها”، في إشارة إلى الفارق الهائل بين حجم الخسائر وعمق الجرح الفلسطيني. هذه الكلمات تعكس شعورًا بالخذلان، وتؤكد أن الضحايا يدفعون الثمن الأكبر بينما يظل المجتمع الدولي عاجزًا عن إيقاف نزيف الدم.

وسط هذه الظروف القاسية، تتعالى أصوات الغزيين مطالبةً قطر بالعودة إلى طاولة المفاوضات لوقف الحرب وإنقاذ ما تبقى من الأرواح والبنية التحتية. ويرى العديد من السكان أن الدور القطري كان دائمًا محوريًا في جهود التهدئة ودعم القطاع، وأن العودة إلى الحوار السياسي باتت ضرورة عاجلة، خصوصًا مع الانهيار المتسارع للأوضاع الإنسانية.

من جهة أخرى، يعبّر الشارع العربي والفلسطيني عن أمله في أن تستخدم الدوحة ثقلها السياسي والإقليمي للضغط نحو وقف إطلاق النار، وتخفيف معاناة الأهالي الذين يواجهون واحدة من أعنف جولات التصعيد في تاريخ القطاع. وبينما يبقى انتظار الاعتذار قائمًا، تتوجه الأنظار إلى قدرة الوساطة القطرية على تحقيق انفراجة تعيد الأمل لشعب يرزح تحت الحصار والقصف، ويصارع من أجل البقاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى