اجتماع

ندوة حوارية في مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي حول كتاب “سكن لكم”

لمناسبة الإصدار الأول لكتاب “سكن لكم” وتحت عنوان قراءة في كتاب، عقد مركز سكن للإرشاد الأسري بالتعاون مع معهد المعارف الحكمية ومركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي، ندوة حوارية في مركز الحضارة، استضاف خلالها منسقة برامج الحوار والتماسك الاجتماعي وتأهيل الكرامة الإنسانية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، البروفسور لور أبي خليل ورئيس الجمعية اللبنانية لعلم الإجتماع الدكتور فداء أبو حيدر. بحضور نخبة من الباحثين والأكاديميين والفعاليات الثقافية والاجتماعية. قدّم للندوة الدكتور قاسم قصير من مركز الحضارة ، فعرض لمشروع سكن وأهميته من أجل بناء الأسرة والعائلة، وخصوصًا في هذه المرحلة نظرًا لدور الأسرة في بناء المجتمع المقاوم.
البروفسور لور أبي خليل
البروفسور لور أبي خليل رأت أنّ الكتاب يتناول البنية التحتية الأعمق للمجتمع، ومركز الثقل الذي تتقاطع عنده القيم والعلاقات ووظائف البقاء المادي والمعنوي، وتوقفت عند البحث الخاص بالسيدة سنية عزام حول صمود الأسرة المقاومة غزة نموذجًا، وما قدّمه السيد جعفر فضل الله حول التنظير القرآني لمشروع الأسرة في الحضارة الإسلامية، مشيرة إلى أنّ القسم الأول من الكتاب قد انطلق من رؤية تتحرك في اتجاهين متوازيين: جهة ميدانية واقعية من خلال دراسة حالة غزة، كمختبر اجتماعي للصمود تحت الاحتلال، والثاني تنظيري فقهي عبر صياغة نظرية قرآنية لوظائف الأسرة وأدوارها في المشروع الإسلامي بحسب السيد جعفر فضل الله، مشيرة إلى أنّ الوظائف البيولوجية والعاطفية والقيمية التي تناولها البحث تجعل من الأسرة منظومة متكاملة تؤدي وظائف متلازمة، سرعان ما تتبدى هذه الوظائف بشكل جلي في حالة غزة من خلال وظيفة الإنجاب الذي يحفظ الوجود الديمغرافي والعاطفة بين الأجيال والقيم عبر قصص البطولة والمظلومية، على الرغم من خلو الأبحاث من الوظيفة الاقتصادية للأسرة، والتي تعدّ في الفكر المسيحي جزءًا من مفهوم الخدمة المتبادلة وإعالة الضعفاء.لفتت أبي خليل إلى مكامن القومة في بحث سنية عزام لاسيما موضوع التماسك الأسري كأحد عناصر الصمود على الرغم من المظلومية التاريخية للشعب الفلسطيني منذ العام 1948. فضلًا عن دور المرأة المقاومة بوصفها المحرك الاجتماعي في إنتاج الأجيال، وقالت إنّ الأسرة وفق رؤية السيد فضل الله هي نظام دائري متكامل يجعلها مؤسسة اجتماعية تربوية ذات امتداد حضاري.

                 البروفسور فداء أبو حيدر

البروفسور فداء أبو حيدر تناول القسم الثاني من الأبحاث التي تتمحور حول رؤية الإمام علي الخامنئي في الأسرة والمرأة، مقارنًا بين قوة الغرب العلمية ووحدة الأمة الإيرانية التي تسير في ركب التطور. واصفًا الغرب بالأمم التي نهضت تباعًا، وهم لايزالون يُحدثون ثورات علمية في العلوم الصلبة فضلًا عن العلوم الإنسانية، ولم يستثنوا دراسة الأسرة وتغيراتها، وأضاف إيران كذلك وضعت خططًا نهضوية تبدأ بالفكر الفلسفي للأمة الإيرانية مرورًا بنهضة العلم ثم التكامل الروحي والمعنوي لحياة الفرد، مشيرًا إلى أنّ بناء الأسرة تشكل النواة للنهضة الإيرانية لاسيما في الأدوار لكل من الرجل والمرأة وأفراد الأسرة، لافتًا إلى أنّ الباحثين الذين تناولوا الأسرة في الغرب وفي إيران ينتمون إلى وطن لايزال يترنح منذ نشأته، ولم يتوافق مواطنوه بعد حول تحديد هوية واضحة له، فضلًا عن عدم توافق طوائف هذا الوطن على قيم وقوانين مشتركة لتنظيم حياتهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية وغيرها، مشيرًا إلى أنّ الأبحاث قد بيّنت أنّ الزواج وفق التصور الإسلامي تبقى في إطار الترتيب الإلهي، تعمل على تهذيب الشهوة عند الذكر والأنثى، تحافظ على النسل البشري، توفر السكن وتكشف قدرات الأبناء والبنات، في حين أن الزواج وفق التصور المادي يعمل على تحقيق الرغبات الجنسية عند كل من الذكر والأنثى من غير انضباط أو التزام، تظهر عبثية وفوضوية الفرد الأمر الذي يؤدي إلى التفريط بأمن المجتمع، مع ما يستتبع ذلك من التفاف على اللنظم المجتمعية. واضعًا هذه المقاربة في إطار النقد المفرط لسلوكيات المجتمع الغربي. تخلل الندوة مداخلات متعددة من الحضور.
يذكر أنّ كتاب “سكن لكم” هو خلاصة أبحاث إسلامية متخصصة بالأسرة ألقيت في ملتقى سكن خلال عاميّ 2023و2024. وقد جرى العمل على تحرير هذه الأبحاث وجمعها في كتاب أثناء العدوان الإسرائيلي الأخير على لبنان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى