
لبنان ليس ساحة لتصفية حسابات إيران… والتاريخ يُنذر بكارثة
بقلم الدكتور جيلبير المجبر
التاريخ لا يكرر نفسه صدفة، بل لأن هناك من يصرّ على إعادة مشاهد الخراب على حساب دماء الأبرياء.
في تموز 2006، ومع فشل المفاوضات النووية الإيرانية – الغربية في بروكسل، كان علي لاريجاني يبحث عن ورقة ضغط، فوجدها في مغامرة عسكرية طلبها من قيادة حزب الله في دمشق. النتيجة: حرب مدمّرة دُفع ثمنها من أرواح اللبنانيين وبيوتهم واقتصادهم، قبل أن يقرّ السيد حسن نصر الله نفسه بأن القرار كان خاطئًا لو عُرفت نتائجه مسبقًا.
اليوم، المشهد يتكرر بوقاحة: لاريجاني نفسه على أرض لبنان، لقاءات علنية للتغطية الإعلامية، ولقاءات سرية مع قيادة حزب الله لأهداف لا علاقة لها بلبنان، بل بالمشروع الإيراني وأزماته الخانقة. إيران بحاجة إلى اشتعال جبهة، وحزب الله يرى في ذلك فرصة لتثبيت حضوره، حتى لو سقط لبنان كله في النار.
السؤال لم يعد “هل سيحدث تصعيد؟”، بل “أين ستشتعل الشرارة؟” ضد الكيان الصهيوني أم في قلب الداخل اللبناني ضد الجيش والمؤسسات؟
الهدوء المريب اليوم هو وجه آخر للعاصفة القادمة… ولبنان على حافة تكرار مأساة أكبر من تموز 2006.
رسالتنا واضحة: لبنان ليس ولاية إيرانية، ولا ساحة لتصفية حسابات طهران مع واشنطن أو تل أبيب. كفى متاجرة بدماء اللبنانيين. كفى حروبًا بالوكالة.
من يجرّ لبنان إلى جحيم جديد، لن يغفر له التاريخ، ولن يرحمه الشعب مهما طال الزمن.