
كرامي من الكورة: نحن نثق بمؤسسة الجيش التي نلجأ اليها في الملمّات وسنلجأ اليها في المرحلة القادمة وكلنا ثقة بانها ستتخذ القرارات الصحيحة والمصيرية التي تحمي لبنان
لبّى رئيس تيار الكرامة النائب فيصل كرامي وعقيلته السيدة جنان دعوة الأستاذ داني حريكي إلى لقاء سياسي واجتماعي أقيم في منطقة راسمسقا في الكورة، حيث ألقى كلمة جامعة شدّد فيها على ضرورة التحلي بلغة العقل والضمير في ظل المرحلة الحساسة التي يمرّ بها لبنان، معتبرا أن كل موقف يُتخذ اليوم يجب أن يكون مسؤولا ومدروسا نظرا لتداعياته المحتملة على مستقبل البلاد.
استهل كرامي كلمته بالتأكيد على دقة الظرف وأضاف: “نحن أمام مرحلة دقيقة جدا، وكل كلمة محسوبة وقد تؤدي إلى نتائج لسنا بحاجة إليها”. ولفت إلى أن “المرحلة الراهنة، والتي تتزامن مع جلسة لمجلس الوزراء اليوم الثلاثاء، قد تُحدّد مستقبل لبنان لخمسين أو سبعين أو حتى مئة عام”، معتبرا أن “المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع هي بحجم الوطن والمصير”.
كرامي أعاد التأكيد على خياره الثابت منذ سنوات، وهو التمسك بدولة القانون والمؤسسات، مشددا على أن “لا خيار للبنانيين إلا بتطبيق الدستور، الذي يشكل الضمانة الحقيقية للجميع”. ورفض بشكل قاطع مصطلحات مثل “المكوّنات” أو “البيئات اللبنانية”، مشيرا إلى أنه حين يكون في الكورة يشعر بأنه بين أهله، تماما كما يشعر أبناء طرابلس بأنهم في ديارهم عندما ينتقلون للعيش في الكورة. وقال: “نحن مكوّن واحد، بيئة واحدة، ونسيج واحد، وما يصيب أي لبناني في أي مكان يصيب كل لبنان”.
في هذا السياق، اعتبر كرامي أن “العلاقة بين طرابلس والكورة تشكّل نموذجا راقيا للتلاقي والتكامل، حيث لم يتخلَّ أهل الكورة عن طرابلس في أصعب الظروف، بل ظلوا جزءا من نسيجها الاقتصادي والاجتماعي، والعكس صحيح”. ولفت إلى أن “هذا الترابط يُترجم في المؤسسات والمتاجر وفي تفاصيل الحياة اليومية”، مشيدا بنماذج ناجحة من التعايش والتكامل الاجتماعي بين أبناء المنطقتين، ما يعكس إمكانية البناء على هذا النموذج من أجل مستقبل مشترك أكثر استقرارا وعدالة.
وفي معرض كلمته، توقّف كرامي عند محطتين وطنيتين مهمتين، هما ذكرى انفجار 4 آب وعيد الجيش اللبناني، موجّها تحيةً لذكرى الشهداء الذين سقطوا في هذا اليوم، ومؤكدًا أن “العلاقة التي تجمع اللبنانيين ببعضهم يجب أن تبقى محكومة بالدستور والقانون والقضاء”. وأشار إلى أن “الحلم الذي لطالما نادى به الرئيس الراحل عمر كرامي كان استقلالية القضاء، كاشفا أن قانون استقلال القضاء قُدِّم منذ عام 1995 من قبل الرئيس الراحل كرامي ومجموعة من النواب، وتم إقراره مؤخرا بصيغة تحمل بعض الثغرات، لكنها تشكّل بداية جيدة”.
وأضاف: “لا يمكن للبنان أن يستمر من دون قضاء مستقل يحافظ على حقوق جميع اللبنانيين ويشكّل الملاذ عند كل أزمة”.
كما توجّه كرامي بالتحية إلى المؤسسة العسكرية بمناسبة عيد الجيش، مؤكدا أنها “الضامن الحقيقي للسلم الأهلي وتحظى بإجماع الشعب اللبناني”.
وشدّد على أهمية الدور الذي ستلعبه المؤسسة في المراحل المقبلة، قائلاً: “نحن نثق بقيادة الجيش التي نلجأ اليها في الملمّات، وسنلجأ اليها في المرحلة القادمة وكلنا ثقة بانها ستتخذ القرارات الصحيحة والمصيرية التي تحمي لبنان، وتحافظ على استقراره وعلى علاقاته العربية والدولية”.
وختم كرامي كلمته برسالة أمل رغم صعوبة المرحلة، قائلًا: “رغم التلبد في الأفق، الفرصة لا تزال أمامنا. علينا أن نضع ايادينا بايادي بعض، نحن شعب لبناني واحد، ولسنا مكونات متفرقة. وإذا أحسنا الاختيار، فالمستقبل لا يزال قابلًا للحياة والبناء”.