مقالات

ماحدث ويحدث مسرحيات وأفلام والمشرف والمخرج واحد \ أسامة إسماعيل

 ماحدث ويحدث هو مسرحيات وأفلام بإشراف وإخراج أميركي وغربي. فالسلام والحرب والأمن والإستقرار والحرية والديموقراطية والازدهار الإقتصادي هي أوراق لعب بأيدي الولايات المتحدة الأمريكية والغرب. وعندما أتى الإستعمار الغربي إلى العالم العربي والإسلامي، وعندما أنشئت الحركة الصهيونية في أواخر القرن التاسع عشر وعملت على تحقيق أهدافها وأهمها احتلال فلسطين سنة ١٩٤٨ على مراحل ،كانت كل التحضيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه المراحل قد استكملت من قبل المخططين، وتكشف بعض الوثائق المسربة وإن كانت الشكوك تحوم حول صحة بعضها مثل "بروتوكولات حكماء صهيون" الخطوات الأساسية التي تمهد الطريق لتحقيق أهدافهم.
أهم هذه الخطوات هي: ترسيخ حالة القطيع الجماعي والشعبي، فعندما يصنف الناس ضمن قطعان مذهبية وطائفية وحزبية وقومية وشعبية وبناء الصداقات والعداوات على هذا الأساس، وعندما تطمس خصوصية الفرد وتمايزه، يصبح من السهل التعامل مع الواقع وتسيير أكثر المنتمين إلى الدين اليهودي بالولادة أو الاعتناق في القطيع وراء الحركة الصهيونية في دأبها وسعيها لإنشاء وطن قومي لليهود، مستفيدة من دعوى الاضطهاد الممارس ضد "اليهود" من قبل "قطعان" أخرى أي طوائف وقوميات أخرى. والخطوة الثانية:تشجيع انشاء أحزاب وهي شكل آخر للقطيع ودعم الإعلام أوالصحافة الحزبية واستبعاد الصحافة المستقلة، ويمكن أن تكون الأحزاب دينية مذهبية وطائفية أو إيديولوجية علمانية ويمكن أن تعبر عن طبقات إقتصادية رأسمالية أو متوسطة أو فقيرة.

الخطوة الثالثة : جعل المال مادة أساسية للتشاجر بين “الأمميين” ولشراء الضمائر والولاء والتبعية وصنع الأحداث أو التأثير فيها وتوجيهها لمصلحة المخططين، فمن يملك الثروة هو الذي يحكم ويسيطر، والأكثر امتلاكا”للثروة هم المخططون والمحركون للعبة الأمم، ومنهم تصدر العملات الصعبة واليهم تعود هذه العملات، وهم الذين يحتكرون ويتحكمون بأسعار الذهب والمعادن الثمينة ومصادر الطاقة مثل النفط والغاز والطاقة النووية، ويسمح للأمميين بامتلاك وسائل التكنولوجيا
ومصادر الطاقة في حدود عدم التفوق في مجال صناعتها وانتاجها واستخدامها وعدم التأثير السلبي في سياسة المخططين وأهدافهم وألاعيبهم ونفوذهم ومصالحهم.وكذلك لايسمح للأمميين بامتلاك السلاح الذي يضاهي سلاح المخططين ومحركي لعبة الأمم أو يتفوق عليه ويجب أن لايستخدم هذا السلاح ضدهم ولكنهم قد يشجعون استخدام السلاح في التشاجر الداخلي أو الإقليمي بين الأمميين مادام يخدم أهدافهم وأمنهم ومصالحهم ونفوذهم!
الخطوة الرابعة : الخلط بين الحرية والديموقراطية وبين التقدم والديموقراطية، فتمسخ الحرية فوضى ووقاحة، ويمسخ النظام واستبدادا”وظلما” وقمعا”وحالة قطيع جماعي وشعبي وتصور الديموقراطية في بلاد الأمميين بأنها الحل والنظام الأمثل، ويجري ترسيخ حكم الجماهير بدون ضوابط كافية كي لا يقوم حكم رشيد متحرر من هيمنة المخططين وتأثيرهم السلبي.
مايحدث اليوم هو نتيجة هذه المخططات التي قسمت العالم إلى قطع شطرنج وقطعان بشرية لأجل أن يسود المخططون الذين يتحكمون بالمال والتكنولوجيا والمعلومات والصناعة والطاقة. وإن أعظم مواجهة ضد هذه المخططات هو عدم السير في القطيع الجماعي والشعبي والتحرر والإستقلال بالعقل والإرادة الفرديين والعلم، واتخاذ المال وسيلة للاكتفاء الذاتي لاهدفا”لتجميع الثروة على حساب الآخرين وادعاء التفوق والنجاح، والانعتاق من الولاء المطلق والأعمى للمذهب الديني والإيديولوجيا اللذين يولد عليهما الفرد فيختار الأمور الإيجابية في المذهب ويترك التحريفات والشوائب والأمور السلبية فيه، سواء كانت معتقدات أو مناسبات أو طقوسا”أو عادات ويرفض استغلال المذهب والإيديوجيا والمتاجرة بهما من قبل سياسيين وأحزاب ورجال دين كما فعلت الحركة الصهيونية من قبل لأجل أهدافها ومصالحها ونفوذها. أما المواجهة السياسية والعسكرية السابقة والحالية فلم تستطع أن تفشل هذه المخططات بل استجابت لها في كثير من الأحيان وكانت ولاتزال جزءا”من حالة القطيع وقطع الشطرنج. ومسرحيات وأفلام الفعل وردة الفعل واللعب بأوراق العنف والسلاح الإستراتيجي النووي والمفاوضات والسلام والتطبيع وإعادة اعمار ماهدمته الحروب والإقتصاد والإستثمار وأسعار العملات والذهب ومصادر الطاقة.
أسامة إسماعيل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى