
تزايد المساعدات لغزة وخطة لإنشاء مدينة إنسانية في الجنوب \ كتبت لارا الاحمد
تشهد الجهود الإنسانية الدولية تجاه قطاع غزة توسعاً ملحوظاً، مع تزايد حجم المساعدات الغذائية والطبية والإغاثية التي تُرسل إلى السكان المحاصرين. تأتي هذه التحركات في ظل أزمة إنسانية خانقة يعاني منها المدنيون بسبب الحرب المستمرة، وانهيار البنية التحتية، وتشريد مئات الآلاف من منازلهم.
وفي خطوة جديدة، يجري العمل على خطة لإنشاء “مدينة إنسانية” في جنوب القطاع، تهدف إلى توفير مأوى وخدمات أساسية للنازحين. وتقول مصادر مطلعة إن المدينة ستضم مخيمات منظمة ومرافق صحية وتعليمية، وتدار بالتنسيق بين منظمات الأمم المتحدة والجهات المانحة، لضمان حماية المدنيين وتلبية احتياجاتهم الأساسية في بيئة أكثر أمناً وتنظيماً.
وأكد مسؤولون في منظمات الإغاثة أن المساعدات المتزايدة، رغم أهميتها القصوى في تخفيف المعاناة الفورية، لا تُعد حلاً دائماً. وقال أحدهم: “نحن نعمل ليلاً ونهاراً لإيصال المساعدات، لكن لا يمكننا إنقاذ الأرواح إلى الأبد دون وقف دائم لإطلاق النار وحل سياسي حقيقي”.
ويعاني سكان غزة من نقص حاد في الغذاء والدواء، ودمار واسع في البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس والمرافق العامة. وقد أدى النزوح الجماعي إلى تفاقم الوضع الإنساني، وسط ظروف معيشية صعبة، وتهديد دائم للحياة.
ويرى مراقبون أن خطة المدينة الإنسانية تمثل خطوة مهمة نحو تنظيم الاستجابة الإنسانية، لكنها تطرح أيضاً تساؤلات حول مستقبل النازحين، وما إذا كانت هذه الخطوة مقدمة لحلول طويلة الأمد أو مجرد استجابة مؤقتة لأزمة تتطلب معالجة سياسية عاجلة.
وفي الوقت الذي تواصل فيه قوافل الإغاثة دخول القطاع بصعوبة، يبقى الأمل الأكبر لدى سكان غزة في نهاية قريبة للحرب، وتحقيق استقرار يسمح لهم بالعودة إلى حياتهم بكرامة وأمان.