مقالات

الجنائية الدولية “محكمة الملاذ الأخير” وأمريكا فوق القانون الدولي الإنساني!!* بقلم: د.ربيع حروق

اقتُرحت المحكمة الجنائية الدولية عام 1919 رداً على جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في الحرب العالمية الأولى، واتخذت من “لاهاي” مقراً لها في نهاية المطاف عام 2002 وهي تعتبر بمثابة محكمة الملاذ الأخير للضحايا، ففي عام 1998 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية أعضائها مع إنشاء هذه المحكمة بينما صوتت الولايات المتحدة الأمريكية ضد هذا الإجراء المتمثل بإنشاء محكمة دولية تعاقب وتلاحق مجرمي الحرب الذين يمارسون الانتهاكات ضد المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ ودور العبادة والمستشفيات والمراسلون الإعلاميون والمعالم الثقافية، وهذا غير مستغرب على هذه الدولة التي تحمي الكيان المجرم وتدعمه بالمال والسلاح المتطور ليصب نار إجرامه على أصحاب الأرض في غزة وفلسطين ولبنان ومن قبل في أفغانستان والعراق وفيتنام.. لا يختلف اثنان على أهمية نشر ثقافة حقوق الإنسان وما نتج عن هذه المنظومة الدولية من اتفاقيات وآليات حماية و لجان ومحاكم دولية وإقليمية لحماية حقوق الإنسان من الانتهاك في السلم والحرب، ولكن الاشكالية تبدو واضحة وجلية في النظام العالمي الذي يسيطر على هذه المنظومة الدولية فيسيرها كيفما يشاء وفق مصالحه السياسية والاقتصادية، فعن أي عدالةٍ دوليةٍ نتحدث ورئيس وزراء الكيان “نتنياهو” خارج المساءلة والمحاكمة أمام الجنائية الدولية على ما ارتكبه من جرائم حربٍ واضحةٍ وجليةٍ بدعمٍ ورعايةٍ أمريكية!!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى