
رسالة من “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية” حول منع اسرائيل منح تأشيرات دخول لعشرات الشخصيات البرلمانية والسياسية وناشطي حقوق الانسانما ارتكبته اسرائيل من جرائم حرب خلال عام يضاهي ما فعلته دول العالم خلال عقود
مواكبة لتداعيات حرب الابادة التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزه والضفة الغربية، بعثت “دائرة العلاقات الخارجية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين” برسالة الى عدد واسع من الاحزاب العالمية والمؤسسات البرلمانية والى اطر مجتمعية ونقابية، حول القرارات الاسرائيلية الاخيرة برفض منح تأشيرات لعشرات الشخصيات البرلمانية والسياسية وناشطي حقوق الانسان.. ومما جاء في الرسالة التي بثت باللغات (الانكليزية، الفرنسية، الاسبانية والعربية)..
ان القرار بمنع 27 نائبا ومسؤولا فرنسيا من دخول اراضي الكيان لم يكن الاول، بل ان لاسرائيل تاريخ حافل من العداء مع مؤسسات وشخصيات دولية، على خلفية مواقفها من اسرائيل.. وخلال فترة وجيزة (عام فقط)، اصدرت اسرائيل عشرات القرارات التي منعت بموجبها مسؤوليين دوليين ومنظمات دولية من دخول اسرائيل. اضافة الى منع عشرات الناشطين من مختلف دول العالم في مجالات حقوق الانسان والاعلام والسياسة من دخول الكيان، بذريعة انهم يشكلون خطرا على المجتمع، بينما السبب المباشر هو موقفهم من عمليات الاجرام التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزه وفي الضفة الغربية، والتي تعتبر جرائم حرب موصوفة يحاول الاحتلال التغطية عليها ومحاربة كل من يحاول اثارتها على المستويات القضائية والقانونية الدولية.
المسألة لا تتعلق بما يسمى “حقوق سيادية” للدول، بل بغطرسة القوة ومعاداة دول ومؤسسات وشخصيات سياسية ومجتمعية لمجرد قول رأي لا ينسجم مع المواقف الاسرائيلية، وهذا ما يؤكد بأن الرواية الصهيونية في الكثير من الدول الغربية بدأت تتهاوى، نتيجة شلال الدماء الذي اراقته اسرائيل في قطاع والذي بسببه بدأت بعض الدول تتخذ من المواقف ما يقترب قليلا من حدود القانون الدولي والانسانية التي ضاقت ذرعا بممارسات اسرائيل ليس ضد الشعب الفلسطيني فحسب، بل وضد البشرية لكون ما فعلته اسرائيل خلال عام يضاهي ما فعلته دول العالم خلال عقود..
ان ما يشهده مواطنو بعض الدول الغربية من ممارسات اسرائيلية مسيئة، هي نتيجة طبيعية لسياسات هذه الدول التي دعمت الفاشية الصهيونية على كافة المستويات العسكرية والمالية والاقتصادية والدبلوماسية وامدتها بكل مقومات البقاء والاستمرار، وبالتالي فان الاجراءات الاسرائيلية ضد الاجانب المعارضين، تبرز الوجه الحقيقي لاسرائيل باعتبارها كيان ارهابي لا يعير اهتماما لا لديمقراطية ولا حقوق انسان او حرية رأي وتعبير.. وان الحديث عن “اسرائيل الديمقراطية” بات كلاما لا معنى له وخاليا من اي مضمون حقيقي..
ان عداء اسرائيل، بمؤسساتها المختلفة، للمنظمات والمسؤولين الدوليين واتهام بعضها بالارهاب، يؤكد على عمق الازمة التي يعيشها الاحتلال وعجزه عن ترويج روايته القائمة على الاكاذيب، نتيجة اتساع حالة التأييد الرسمي والشعبي للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، ونفور الرأي العام الدولي من اسرائيل وممارساتها ضد الشعب الفلسطيني اولا وفي علاقاتها مع دول العالم ثانيا.
ان اسرائيل وبسبب تحكمها بحركة الدخول والخروج من والى الضفة الغربية وقطاع غزه، تعمل على عزل هاتين المنطقتين المحتلتين عن العالم، من خلال منع كل شخصية او منظمة من دخولهما والتعرف عن قرب على ما تقوم به اسرائيل وجيشها ومستوطنيها من ممارسات ترقى جميعها الى درجة جرائم الحرب. ولهذا السبب يعتبر جميع العاملين في مجال الاعلام والصحافة، على سبيل المثال، اهدافا سهلة لها، وقد سقط شهيدا ما يزيد عن (210) شهداء خلال تأدية واجبهم المهني في نقل الجرائم الاسرائيلية الى العالم.
