لبنان

العلامة الشيخ علي الخطيب يستقبل مخزومي

استقبل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب النائب فواد مخزومي على رأس وفد ضم: السفير بسام نعماني، د. دريد عويدات، ا.سامر صفح، ا. كامل دمياطي ا.طلال قيسي و المحامي حسن كشلي ، الذي هنأ سماحته بحلول شهر رمضان المبارك وجرى التباحث في تطورات في لبنان والمنطقة.
وشدد سماحته على ضرورة التفاهم بين السياسيين لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بروح توافقية مما يستدعي العودة الى الحوار الذي يشكل الوسيلة الفضلى لتحقيق التوافق، معتبراً ان الخروج من النظام الطائفي ضرورة وطنية لتحقيق الاستقرار الوطني من خلال تطبيق اتفاق الطائف.
وأكد أن المجلس حاضن لكل اللبنانيين دون تمييز بينهم ونرفض الشيعية السياسية ومنطق الأقلية والأكثرية، ونطالب السياسيين بالتزام الخطاب المعتدل الذي يعزز العيش المشترك ويخفف من حدة الاحتقان السياسي، مؤكداً أن المذاهب لا ينبغي ان تفرق بين الناس، وتنوعها لا يعطي تمايزاً في الحقوق والواجبات.
وطالب سماحته العالم العربي والإسلامي بالتحرك الجاد والفعّال للجم الوحش الصهيوني الذي يرتكب حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني الذي يُقتّل ويجوّع على مرأى ومسمع العالم، فالكيان الصهيوني فشل في تحقيق أهدافه والهزيمة ستكون مصير اجرامه.
وبعد اللقاء ادلى النائب مخزومي بالتصريح التالي: لقاؤنا اليوم مع سماحته لتهنئته بشهر رمضان المبارك وتمنياتنا ودعواتنا أن يحمي الله هذا البلد وأن تقف المجازر في فلسطين بحق أهلنا لأن ما نراه هو مأساة جماعية، نتمنى في هذا الشهر الفضيل أن نعمل جميعاً لكي نحمي هذا البلد من أن ينجر الى حرب كبيرة، ونحن مع تطبيق القرار 1701 ولكن مع تطبيقه بكل تفاصيله وليس باتجاه واحد، بالنسبة لنا يجب أن يكون هناك انتظام في الدولة وتوافقنا مع سماحته أنه يجب تطبيق اتفاق الطائف لأنه حتى اليوم يعتبر خريطة طريق مهمة واتفاق اعتمدناه في دستورنا ويجب العمل لتطبيقه لمصلحة البلد، ولكي نستطيع السير بهذا الموضوع أولاً يجب الانتظام في الدولة من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة ذات مشروع اقتصادي إصلاحي كامل ونحن نعمل جميعاً على هذا الموضوع في هذه المرحلة، بحثنا أيضا بالتحرك الذي تقوم به كتلة الاعتدال ضمن إطار تحريك المياه الراكدة بتطوير وانتخاب رئيس للجمهورية، بالنسبة لنا هذا المشروع هو مشروع لبناني من نواب لبنانيين تحت قبة البرلمان، وكتلة الاعتدال قاموا بزيارتنا ونحن وافقنا عليه ونحن مصرون على تطبيقه، نتمنى أن يمد الجميع أيديهم لبعضهم البعض لانتخاب رئيس للجمهورية ونتخطى الأنا الموجودة لمصلحة هذا البلد. وهناك فرصة مهمة العالم لم ينس لبنان والعالم يحاول أن يساعدنا لنتخطى هذه الصعوبات ولكن تمنياتنا نحن كلبنانيين بأن يكون لدينا القرار السياسي لننتخب رئيساً للجمهورية وعندها نستطيع أن نطلب من كل أحباء لبنان أن يساعدوننا.
واستقبل الشيخ الخطيب وفد “لقاء مستقلون من أجل لبنان” ضم: الدكتور رافي ماديان، المهندس أيوب الحسيني، المحامي أمين ابو جودة، المحامي سيريل نفاع، الدكتور بسام الهاشم، الدكتور جوزيف مارون، الدكتور نداء أبو مراد، المهندس فارس فتوحي (رئيس الحزب اللبناني القواعد) بحضور مستشاري الشيخ الخطيب الخاص د. غازي قانصو والإعلامي واصف عواضة.
وقدم الوفد التهاني لسماحته بحلول شهر رمضان المبارك، وكانت مناسبة جرى خلالها التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الاحداث في لبنان والمنطقة.
ورحب سماحته بالوفد في مقر المجلس الحريص على تلاقي جميع اللبنانيين وانصهارهم في بوتقة الوحدة الوطنية، مؤكداً أن التنوع الإسلامي المسيحي في لبنان قيمة إنسانية ينبغي التمسك بها، فالقيم المشتركة بين الديانتين تعزز التعايش بين الناس، وتسهم في تكوين حياة وطنية مشتركة يتساوى فيها الجميع أمام القانون، وهم المطالبون بالعمل لصون القيم التي أكدت عليها الأديان وتعميقها لتكون سائدة في المجتمعات.
ورأى سماحته أن مصالح بعض الطبقة السياسية والدينية حولت الدين الى قبيلة تثير العصبيات والنعرات خدمة لاعتبارات شخصية لا تتصل بالدين وقيمه، داعياً الطبقة المثقفة الى تحمل مسؤولياتها في تشكيل رأي عام ضاغط باتجاه احترام القانون وقيام دولة المواطنة التي يتساوى فيها المواطنون في الحقوق والواجبات.
وأكد سماحته أن اللبنانيين شعب واحد متجذرون في أرضهم ولا نفرق بينهم ونرفض مصطلح أقلية واكثرية لأننا نعتبر اللبنانيين اهل وأخوة يحملون القيم المشتركة التي نرفض استغلالها لمصالح بعض رجال السياسة خدمة لمصالحهم.
وطالب سماحته باستكمال تطبيق اتفاق الطائف بدءاً من تشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية وإقرار قانون انتخابي خارج الاطار الطائفي كخطوة للخروج من النظام الطائفي المسؤول عن كل أزماتنا، مؤكدا أن عدم وجود دولة تدافع عن لبنان امام العدوان الاسرائيلي ادى الى نشوء المقاومة التي تدافع عن سيادة لبنان واستقرار كل اللبنانيين وباتت تشكل ضمانة لحفظ وحماية لبنان وردع العدوان عنه، وفيما يحرض بعض اللبنانيين على المقاومة.
وادلى الدكتور الهاشم بتصريح قال فيه: قام وفد من لقاء “مستقلون من أجل لبنان” بزيارة لنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، سماحة العلامة الشيخ علي الخطيب، قدّم عبرها له، ومن خلاله هو، لجميع المسلمين، لا سيما من بينهم أهلِنا الصامدين في جنوب لبنان، وغزة، والقدس المحتلة، أسمى التمنيات لمناسية حلول شهر رمضان المبارك، شهر الصبر والتحمّل ومجاهدة النفس والمقاومة. وقد نوّه الوفد – وهو الممثل للقاءٍ يضم مجموعة من النخب المسيحية المستقلة – بمواقف سماحته، الداعمة لقضية فلسطين، والداعية إلى المرابطة في القدس والأقصى، والصمود في قرى الجنوب اللبناني وبلداته، بمواجهة العدوان الاسرائيلي. كما دعا إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والشراكة المسيحية – الإسلامية في إطار المفهوم الواحد والموحَّد للصراع مع كيان العدو وللأمن القومي اللبناني.
واردف… طالب الوفد أيضاً بأن تتداعى المرجعيات الدينية لعقد قمّة روحية لنصرة الجنوب وغزة، كما للبحث في الأزمة الرئاسية في لبنان، باعتبارها انعكاساً لأزمة العلاقات بين الأطراف الإسلامية والمسيحية اللبنانية، واعتبار أن انتخاب الرئيس العتيد للجمهورية بحاجة إلى حوار داخلي صريح يفضي إلى تفاهم يأخذ في الاعتبار هواجس الجميع ومخاوفهم ومصالحهم، ولا يُختصَر بمجرد الاقتراع كعملية في البرلمان، كما يفترض التوافق مسبقاً على برنامج للإنقاذ الوطني والإصلاح السياسي والاقتصادي يُعهَد إلى العهد الجديد بتنفيذه، بالتعاون مع جميع الأفرقاء. وفي هذا السياق، رأى الوفد أن لا فائدة تُرتجى من البحث عن مواصفات الرئيس العتيد بمعزل عن خطةٍ للنهوض، إذ لا رئيس للجمهورية، ولا حكم للإدارة السياسية من دون خطة موضوعة سلفاً. ورأى تالياً أن لا بد من حوار صريح وشفاف بين الكتل السياسية وقادة العائلات الروحية يقود إلى تفاهم على خطة عمل يسهم الجميع في صياغتها، وتكون هي بمثابة “لبننة الاستحقاق الرئاسي” التي لا بد منها لجعلنا نتفادى التسويات الخارجية التي ما انفكت تُفرَض علينا دورياً منذ اتفاق الطائف. وأضاف الوفد، أيضاً، أن إطالة أمد الفراغ في الرئاسة من شأنها أن تزيد من تهميش الموقع المسيحي وترفع من مستوى التوتر في العلاقات بين المسيحيين والمسلمين، في لحظة مفصلية تتم فيها إعادة تشكيل معادلات المنطقة؛ ما يعني أن تعقيدات الصراع المحلي والإقليمي قد تهدد الوجود المسيحي بأخطار جمّة. كما ذكّر، في هذا المعرِض، بأن الأحزاب المسيحية هي من يتحمّل، من باب أَولى، مسؤولية التعطيل الحاصل لانتخاب الرئيس ، وهي التي، لأسباب فئوية وشخصانية، كما لانسداد عندها في الرؤية، عرقلت مبادرات بكركي، ومعها المحاولات الحوارية العديدة التي هدفت إلى إيجاد مخارج للأزمة، كما تتحمل وِزر إحباط إرشادات الفاتيكان المتعلقة بالاندماج الوطني مع المسلمين، في كلا المحيطين العربي العام والمشرقي الأضيق.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى