
مظاهرة تاريخية على جسر سيدني الشهير بقلم: حسام فيصل درنيقة
رغم رفض الشرطة، ورغم القيود الكثيرة، ورغم توقعات الطقس الماطرة—أصرّ أحرار سيدني على المضي في مظاهرتهم التضامنية مع أهل غزة الجائعين، مؤكدين أن صوت الإنسانية لا يُقمع، وأن الجوع في غزة لا يمكن تجاهله.
كانت السلطات الأسترالية قد رفضت في وقت سابق طلب المنظّمين بتنظيم مظاهرة على جسر سيدني الشهير، مستندة إلى ذرائع اعتُبرت غير مبرّرة من قبل النشطاء. دفع هذا الرفض بالمنظمين إلى اللجوء إلى القضاء، حيث نظرت المحكمة في القضية، مستعرضة الوضع الإنساني الكارثي في غزة، وحق الناس في التعبير وحرية التظاهر، وحاجة الغزّيين إلى أصوات تنادي بكسر الحصار.
لقد كان يوم أمس، الجمعة، طويلًا في المحكمة. انتهى الدوام الرسمي، ولم يصدر القرار بعد. خرجنا من القاعة في الساعة الخامسة إلا خمس دقائق مساءً، على أن يُعلن القرار صباح اليوم، السبت، عند الساعة العاشرة.
وفي تمام الساعة العاشرة صباحًا، صدر القرار التاريخي:
المحكمة تنتصر لحرية التعبير وحق التظاهر، وتُرفض اعتراضات الشرطة، ويُمنح الإذن بإقامة المظاهرة.
بهذا القرار، فُتحت الطريق أمام تظاهرة ستُسجَّل في ذاكرة المدينة.
غدًا، الأحد ٣ أغسطس ٢٠٢٥، سيتجمّع الآلاف من المتظاهرين من سيدني ومن مناطق وولايات مختلفة، في مظاهرة تنطلق من Lang Park عند الساعة ١:٠٠ ظهرًا، متجهين إلى جسر سيدني الشهير، حاملين أوعية فارغة، في رسالة رمزية للعالم تُجسّد الجوع الذي يعيشه أهل غزة تحت الحصار.
هذه ليست مظاهرة عابرة، بل رسالة مزدوجة:
• إلى أهل غزة: لستم وحدكم. نحن نحمل ألمكم، وقلوبنا تنبض بمعاناتكم، وسنعلي أصواتنا من أجلكم.
• وإلى أحرار العالم: سيدني ليست صامتة. أهلها من مختلف الخلفيات والألوان والمعتقدات، موحّدون على كلمة الحق، ويقفون بصلابة من أجل العدالة والحرية.
سنجدد مطالبتنا للحكومة الأسترالية بـ:
• قطع علاقتها مع الكيان المحتل،
• وقف كافة أشكال الدعم العسكري والتكنولوجي له،
• الضغط دبلوماسيًا لوقف الحرب،
• رفع الحصار بالكامل،
• والسماح بدخول المساعدات الإنسانية العاجلة من غذاء، وحليب أطفال، ودواء.
غدًا… لن يكون مجرد يوم احتجاج، بل يوم تحرّك إنساني، يوم تصرخ فيه سيدني بصوت واحد:
“ارفعوا الحصار… أوقفوا الجوع… اوقفوا الدعم …أوقفوا الحرب.”
كل التحية والتقدير لفريق التنظيم،
وللمحامين الذين أظهروا مهنية عالية داخل المحكمة،
ولكل من حضر ودعم أمس،
ولكل من سيشارك غدًا،
ولكل أحرار العالم…
وإلى غزة نقول:
سامحونا على تقصيرنا… لكننا معكم، ما استطعنا