
طوفان الأقصى فتح الباب مجددا لإنهاء الحكم الجبري : محمد أسوم
نحن في مرحلة نهاية الحكم الجبري استعدادا للخلافة الراشدة على منهاج النبوة ..
في حديث رواه الإمام أحمد رحمه الله عن حذيفة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
“- تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا..
- ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَرْفَعَهَا
- ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا، فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا
- ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً، فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا
- ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ نُبُوَّةٍ “
نحن الآن في مرحلة سقوط أنظمة الرعب
بدأت مع بداية الربيع العربي في تونس ثم مصر ثم ليبيا ثم اليمن ووصلت إلى سوريا ..
عندما وصل إلى سوريا ، قرر العالم إيقاف المد الثوري ،وإجهاض الحلم العربي بالتحرر ..
فسقوط الأسد يعني التقاء سنة سوريا مع سنة العراق وسنة لبنان وسنة الأردن وسنة تركيا
وهذا وحده كاف لبث الرعب في دول الغرب وموظفيهم من العرب ..
بدا ما بات يعرف بالثورات المضادة ..
- انقلاب فاشل في تركيا
- انقلاب ناجح في مصر
- انقلاب ناجح في تونس
- اغراق اليمن في حرب أهلية بإشراف إيران
- إغراق ليبيا في حرب أهلية
- انهاء حكم عمر البشير وإغراق السودان في حرب أهلية
- إطلاق داعش بمساهمة الجميع لتشويه الخلافة وتشويه الثورة السورية واستثمارها في بث الرعب من فكرة الحكم الإسلامي
- الاستعانة بإيران وروسيا لتثبيت حكم الأسد
دب اليأس في نفوس الشعوب ، وبات الجميع مقتنعا أن الربيع العربي تم إجهاضه ، وأن الأمر عاد إلى حكم الحديد والنار ..
وانطلقت مسيرة التطبيع تبشر بعصر صهيوني تتربع فيه إسرائيل على عرش الشرق الأوسط بما يعرف بصفقة القرن او صفقة ابراهام ..حيث جرى التمهيد للإبراهيمية كدين جديد يساوي بين الإسلام والنصرانية واليهودية والبوذية …
ووضعت الخطط للقضاء على كل مقاومة فلسطينية عبر تهجير اهل غزة وسحق حما#س فيها
وفي يوم من أيام الله
وفي لحظة تاريخية من قدر الله
قام رجال الله في غزة بطوفان الأقصى الذي هدد كيان إسرائيل وجوديا وأنذر بسقوط كل بناء المكر العالمي ..
قام رجال الله في غزة بطوفان الأقصى يريدون إيقاف مخطط صفقة القرن وإيقاف مخطط تهجير غزة ومصادرة الضفة وتهويد القدس وإجراء صفقة تبادل
أرادوا أمرا ، وأراد الله امرا آخر
على غير المتوقع ، انهارت فرقة غزة الإسرائيلية ، وظهرت هشاشة الكيان الذي أخذ يترنح إيذانا بالسقوط ..
هب العالم لنجدة إسرائيل …كل العالم …وأولهم رعاة الثورات المضادة من حكام العرب ..
وظنوا أن غزة لقمة سائغة ، وان سيناريو بيروت ١٩٨٢ مع ياسر عرفات سيتكرر ، وأن شهرا أو شهرين أو ثلاثة مع الإبادة الجماعية وحصار مطبق يشارك فيه العرب ، مدة كافية لاستسلام حما#س والمقاومة ..
وكان يجب تحييد إيران عبر الاتفاق معها على إسناد بسيط لا يسمن ولا يغني من جوع من لبنان واليمن ..
لكن غزة ثبتها الله ،
لمدة سنة كاملة صمدت صمودا لا يمكن أن يوصف إلا بالمعجزة ..
ووجد الكيان نفسه في ورطة
ووجد أن جر إيران لحرب شاملة كفيل بإعادة ترتيب المنطقة كاملة
وهو كان يبحث عن نصر يقدمه لجمهوره ، وفي نفس الوقت يملك من المعلومات ما يمكنه من توجيه ضربات قاصمة لحزب الله ..
فلم يتأخر …
قام بما قام به ، وادخل لبنان بحرب شاملة ، لكنه فشل في جر إيران لها ..
وإيران على ما يبدو عقدت صفقة مع الأمريكان للتخلي عن غزة وانهاء صقورها ..
بدأ الأمر مع اغتيال الرئيس رئيسي ، ثم اغتيال هنية ، ثم اغتيال قادة الحزب ، ثم اغتيال نصر الله ، ثم الهجوم الكاسح على الحزب ..
صمد الحزب في جنوب لبنان على غير المتوقع أيضا ، لكنه وقع مضطرا على اتفاق أشبه بالهزيمة ..فك الارتباط مع غزة ، ووافق على الانسحاب من الليطاني ، ووافق على إشراف أمريكا على نزع سلاحه من الحدود وإيقاف أي مدد له ..
بات الحزب وإيران في ضعف شديد
وكان من الضروري جدا أن تخسر إيران خط الإمداد من دمشق ..
في امريكا حصلت انتخابات نتج عنها سحق الديموقراطيين الذين أشرفوا على الإبادة الجماعية في غزة ، والذين أطلقوا يد إيران في البلاد العربية ، والذين دعموا اوكرانيا في وجه روسيا ..والذين دعموا بقاء بشار الاسد
جاء ترامب ، عدو التمدد الايراني وصاحب نظرية اعادة ايران الى حجمها ، وصديق بوتين وخصم الدلال الأوروبي ..
عمد الديموقراطيون لأول مرة الى السماح لاوكرانيا باستخدام الصواريخ الأمريكية لضرب العمق الروسي
وهذا ما اعتبره بوتين اعلان حرب من امريكا عليه ..
وبالتالي تولدت عنده القناعة بضرورة التفرغ لهذه الحرب التي من الممكن أن يستخدم فيها السلاح النووي ..
لم تعد سوريا بالنسبة إليه استراتيجية
بات من الممكن التخلي عن الأسد مقابل مكاسب في اوكرانيا
اردوغان ، خذل غزة ، ولم يفعل لها شيئا
لكنه ايضا يريد مقابلا
وهو يعاني من وجود الأكراد على حدوده ، وقد هدد مرارا بهجوم كاسح ضدهم ، لكن امريكا كانت له بالمرصاد
كما يعاني من تنامي المعارضة الداخلية بسبب ملف النزوح السوري..
قرأ اردوغان المتغيرات جيدا
وعقد تفاهما مع بوتين وترمب
وتفاهما مع الثوار في سوريا
فكانت عملية ردع العدوان حيث كان من المقرر الوصول الى حلب فقط ..وبعدها يتم التفاهم على كل شيء ..
لكن غياب الدعم الروسي ، وضعف ايران ، وتشكيل جيش الأسد من أغلبية الخدمة الإجبارية ..
جعل الجيش الأسدي ينهار تماما ….وباتت الطريق مفتوحة للثوار لخلع نظام الأسد الذي لم يعد يجدي معه أي دعم بعد هذا الانهيار الشديد ..
سقط الأسد بما يشبه المعجزة ايضا في ١١ يوما ….
وبسقوط الأسد ، سيفتح الباب مجددا لسقوط دكتاتوريات أخرى
او بمعنى آخر
بسقوط الأسد ، فتح الباب مجددا لإنهاء مرحلة الحكم الجبري ، إيذانا بمرحلة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة ..
كم نحتاج من وقت
العلم عند الله العزيز القدير المدبر الحكيم …
محمد أسوم