
لبنان على مفترق طرق: غداً المعركة الأخيرة من أجل السيادة الوطنية \الدكتور جيلبير المجبر
أيها اللبنانيون الأعزاء،
غداً، سيقف مجلس النواب اللبناني أمام قرار تاريخي، وهو منح الثقة للحكومة الجديدة أو لا. هذا القرار ليس مجرد مسألة سياسية، بل هو مستقبل لبنان الذي سيُكتب، هو مصير وطننا الذي سيتحدد، ليس على يد من خانونا، بل على يدنا نحن، الشعب اللبناني، الذي يحق له الحرية والكرامة.
لبنان تحت احتلال مقنع: لا يمكننا أن نكون متفرجين على تاريخنا الخاص
لم يعد لبنان دولة ذات سيادة. إنه تحت احتلال مقنع، لكنه مؤلم تماماً. ليس الاحتلال العسكري الذي نراه، بل القوى الخارجية، والمصالح الخاصة التي تتحكم في سياسة بلادنا. السيطرة التي نعاني منها هي خفيّة ولكن شاملة. لم نعد أسياداً في أرضنا. ومن يتظاهرون بأنهم قادتنا ما هم إلا دمى في لعبة السلطة حيث لا دور لللبنانيين. حان الوقت لمواجهة هذه الحقيقة. إذا لم نتصرف الآن، سيكون الوقت قد فات. لبنان، كما نعرفه، سيختفي.
أيها السادة، لبنان ليس ساحة لتجارب القوى الأجنبية. لبنان هو للشعب اللبناني. إنه وطننا، وحان الوقت لاستعادة سيادتنا. حان الوقت لنقول بصوت عالٍ: كفى احتلالاً! كفى خضوعاً! لم يعد وقت الأعذار ولا التنازلات. لم يعد لدينا ما نخسره، لأن ما فقدناه هو كرامتنا واستقلالنا. وهذا لن نسمح له بالاستمرار.
الطائفية، سم قاتل للوحدة الوطنية
لم يُدمّر لبنان من الخارج. لقد دُمّر من الداخل. الطائفية هي الداء الذي ينخر في وطننا، هي السلاح الأقوى الذي استخدمته النخبة لتقسيم الشعب والحكم عليه. هذا النظام لا يجزئ مجتمعنا فقط، بل يقتل البلد في جوهره. لا يمكننا بعد الآن قبول لبنان حيث تتقاتل كل طائفة على فتات السلطة بينما وطننا في الخراب. هذا النظام أصبح أخلاقياً وسياسياً متقادماً. يجب أن يُفكك فوراً، لبناء لبنان حيث جميع المواطنين سواسية، حيث لا ينتمي الوطن إلى طائفة أو مجموعة، بل إلى كل لبناني.
لقد سمحت الطائفية للقادة أن يخدعوا الجماهير، أن يستغلوا الطوائف لمصالحهم الشخصية. لقد زرعوا حواجز غير مرئية بين اللبنانيين، مما مكّن البعض من نهب موارد البلد بينما يعاني الآخرون. لكن هذا الزمن قد ولى. يجب أن نواجه المستقبل بعيون مفتوحة، وأن نقبل أن لبنان الموحد ليس ممكناً إلا إذا حطمنا قيود الطائفية وبنينا أمة قائمة على الكفاءة، العدالة والمساواة.
غداً، لبنان يجب أن يختار: الصحوة أو الانهيار
أيها اللبنانيون، غداً، أنتم لا تصوتون فقط على شكل الحكومة، بل أنتم تصوتون على بقاء لبنان كدولة ذات سيادة وحرة. هذه الحكومة، إن لم تكن حكومة التغيير الجذري، العدالة، وإعادة البناء، ستكون مجرد استمرار للماضي، وت prolongation de l’effondrement.
أقول لكم اليوم، ليس لدينا ترف الانتظار. ليس لدينا وقت للمماطلة. إذا لم تتخذ هذه الحكومة، التي يُقترح علينا، خطوات فورية لاستعادة سلطة الدولة، ولإصلاح الاقتصاد، ومكافحة الفساد، وخاصة لاستعادة سيادتنا، فإنها لن تكون سوى عائق آخر في طريقنا. الشعب اللبناني لم يعد ينخدع.
هذه الحكومة يجب أن تتحرك بجرأة، بشجاعة، مع إرادة لا تتزعزع لإعادة بناء الدولة. يجب أن تُستعاد الهيبة، وأن يُحارب الفساد، ويجب أن تُصلح مؤسساتنا، وأن نتحرر من قبضة القوى الخارجية التي تتحكم في كل شيء، من الأحزاب إلى المال، مروراً بالجيوش الموازية.
يجب أن تُعيد الحكومة لبنان إلى سكته من خلال إصلاح نظامنا المصرفي، إعادة الثقة في اقتصادنا، ومنح اللبنانيين الأمل في غدٍ أفضل.
لبنان يجب أن لا يُضحى على مذبح المصالح الأجنبية
لبنان ليس بضاعة. لبنان ليس أرضاً للتفاوض. لبنان ليس مكاناً يمكن فيه التضحية بشعبه من أجل حسابات سياسية أو اقتصادية. ليس من الممكن التخلي عن لبنان لأحد، لا للخارج ولا للداخل. لبنان ليس للبيع، بل هو للإنقاذ.
أيها اللبنانيون، هذه لحظة تاريخية. لدينا فرصة غداً لاختيار طريق الكرامة والسيادة. ولكن من أجل ذلك، يجب أن نطالب بحكومة تضع المصلحة الوطنية فوق كل شيء، حكومة لا تخضع للقوى الخارجية ولا تُلبي نداءات الطائفية.
نداء الدكتور جيلبير المجبر: لبنان إما أن ينهض أو يختفي
غداً، سيكون لبنان على مفترق طريق مصيري. نحن، اللبنانيين، لدينا القدرة على تغيير مستقبلنا. يجب أن نفرض خياراً، ويجب أن يكون هذا الخيار واضحاً: إما أن نظل خاضعين، تحت وطأة الفساد، التدخلات الخارجية والتقسيم الطائفي، أو أن نرفع رأسنا، ونعيد بناء لبنان حر، مستقل، ذو سيادة.
لبنان ليس مكاناً للفرص للقلة، إنه أمة يجب أن تُبنى من أجل الجميع. الحكومة القادمة يجب أن تجيب على هذا النداء: إعادة لبنان إلى اللبنانيين، بناء لبنان موحد، قوي، عزيز.
لبنان يمكن أن يُبعث من جديد، ولكن فقط إذا واجهنا الحقيقة بعيون مفتوحة، وإذا وحدنا قوتنا من أجل هدف واحد: التمسك بحريتنا وسيادتنا. لا يمكننا أن نترك الوقت يمضي. غداً، لبنان يقرر: إما أن يعيش، أو يختفي. وهذا الخيار، سنجعل صوتنا اللبناني مسموعاً فيه.
لبنان هو إرثنا. لبنان هو واجبنا. لبنان هو مستقبلنا.
الدكتور جيلبير المجبر