مقالات

روحوا بلطوا البحر ….محمد أسوم

في يوم من الأيام كان الدكتور سمير جعجع قائد ميليشيا ، ينادي بالمجتمع المسيحي ، ويقاتل كل من يعادي مشروعه حتى لو كان مسيحيا او كان رئيسا للجمهورية أو قائدا للجيش ..
لكنه في السجن أجرى مراجعات فكرية ، وخرج برؤية مسيحية وطنية أهلته لقيادة القوات اللبنانية لتكون رقما صعبا من بين القوى السياسية …

هل تعاملنا معه على أساس أنه لم يتغير ، وانه بقي في نظرنا ذلك القائد الذي ارتكب كثيرا من الجرائم وخاض كثيرا من الحروب ؟؟

الجميع يعرف الاجابة
فسمير جعجع وقواته اللبنانية كانوا من أهم حلفاء السنة في ١٤ آذار ، ولا يزالون حتى اللحظة مع المملكة على الرغم من خلافهم الشديد مع تيار المستقبل ..

وليد جنبلاط في فترة من الفترات كان زعيما درزيا طائفيا خاض حربا ضد مسيحيي الجبل وهجرهم من بيوتهم ، وخاض حربا ضد الجيش اللبناني ، ثم تغير ليتحول خطابه إلى خطاب وطني معتدل جامع …
هل تعاملنا معه على أساس أنه لم يتغير. ؟؟!!!
وليد جنبلاط اليوم يعتبر زعيما وطنيا بامتياز ، الجميع يقدر مواقفه وخاصة الأخيرة منها المتعلقة بمعارك السويداء …

السؤال :
لماذا تصر الأبواق الطائفية الحاقدة على التعامل مع أحمد الشرع على أساس أنه لا زال تابعا لداعش أو لا زال قائدا قاعديا أو قائدا لجبهة النصرة ؟؟!!!!

الشعب السوري بأغلبيته الساحقة بايعه كرئيس دولة يملك مشروعا جامعا حضاريا ، وأمريكا وأوروبا والدول العربية جمعاء اعتبروه الرجل الصالح للإنقاذ في سوريا …

وسمير جعجع ، ووليد جنبلاط ، كانوا من أوائل المرحبين برئاسته …

وداعش تحاربه وتكفره …
وهناك حزب اسلامي سني استنفر كل أقلامه ليثبت للمسلمين أنه عميل خائن بسبب خطابه ومشروعه الوطني الجامع …

على الرغم من ذلك ، تبقى الأبواق الطائفية الأقلوية مصرة على أنه الداعشي أو القاعدي أو النصروي الذي يلبس بدلة وربطة عنق رسمية !!!!!!

هذا هو الحقد الأسود بعينه …

بسبب حقدهم الأسود ، صار العميل الصهيوني حكمت الهاجري رغم جرائمه التي تندى لها جبين الإنسانية ، أقرب إليهم من الرئيس أحمد الشرع ، وبعضهم كان ولا يزال يعلن العداء لإسرائيل !!!!!!!!

هم لا يستهدفون أحمد الشرع ، هم يستهدفون حكم أهل السنة الذين يعتزون بدينهم ويتمسكون بهويتهم ويملكون مشروعا نهضويا جامعا لبلادهم …

هم يريدوننا دائما في خانة المتهمين بالإرهاب والتطرف ، يبتزوننا طائفيا ، لنقدم لهم التنازلات تلو التنازلات ، ولنجري لهم الفحوصات اليومية لنثبت أننا معتدلون …

لم يقدم أحد من زعماء السنة تنازلات من أجل إرضائهم كما فعل الرئيس الحريري ، حتى خسر جمهوره ودعمه السعودي …
ومع ذلك لم يربح ثقتهم ولم يأخذ منهم شهادة وطنية !!!!!!

لسنا بحاجة لأن نثبت لكم شيئا ..

نحن أهل القيادة الوطنية وأصحاب مشروع النهضة …

نحن امتداد لتاريخ طويل من الانفتاح والتسامح لا يقل عن ١٣٠٠ عام من حكم الخلافة ، ولولا ذلك لما بقي أحد من الأقليات في بلادنا …

نحن اعداء الطائفية ،وأعداء التطرف والغلو ، ولو وجدت داعش فينا بيئة حاضنة لما استطاعت قوة في الأرض أن تغلبها ….

نحن بإرادتنا وافقنا على المناصفة في لبنان دون ضغط من أية دولة مع علمنا وعلمكم أن العددية لا تخدمكم …

لسنا بحاجة لأن ننجب أربعين ولدا لنكون أكثرية …
نحن الآن أكثرية ….

مي شدياق ، نديم الجميل ، وئام وهاب ، بولا يعقوبيان ، غدي فرنسيس …الخ

روحوا بلطوا البحر …..

محمد أسوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى