
بيان صادر عن الشيخ حسام العلي مدير عام جمعية الإصلاح والإنماء الإجتماعي _ لبنان
حول تصريحات سمير جعجع وتهديداته للأمن والاستقرار اللبناني
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها اللبنانيون الأعزاء،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
في وقت حساس ودقيق يمر به وطننا الحبيب لبنان، وفي ظل الظروف التي تتطلب الوحدة الوطنية والتكاتف من أجل مصلحة لبنان العليا، نرى بعض التصريحات التي تهدد استقرارنا وأمننا وتزعزع ما تبقى من هيبة الدولة اللبنانية. ومن أبرز هذه التصريحات ما أدلى به سمير جعجع، الذي صرح قائلاً: “إما أن أكون رئيسًا للجمهورية أو الفوضى”. هذه التصريحات، التي تفتقر إلى الحكمة والتعقل، هي بمثابة تهديد مباشر للبنان وأمنه واستقراره.
إن هذا الكلام هو تهديد حقيقي لكل لبنان، ويعكس بشكل صارخ مدى تجاهل البعض لما يعانيه المواطن اللبناني من قسوة الأزمات السياسية والاقتصادية. هذه التصريحات تدفعنا إلى مسائلة جعجع عن هذا الموقف العدواني المشين، الذي يساهم في زيادة الانقسامات وتغذية الفتن بين أبناء الوطن الواحد.
أيها اللبنانيون،
في الوقت الذي تُعبّر فيه بعض القوى السياسية الوازنة في لبنان عن التزامها بالدستور وبما يخدم المصلحة الوطنية، يأتي موقف جعجع ومن يدور في فلكه ليكون موقفًا عدوانيًا وفتنويًا وتحريضيًا. إن التهديدات التي أطلقها لا تبني وطنًا، بل هي دعوة للفوضى والخراب. ومن يدّعي القداسة، عليه أن يعلم أن التهديدات بالويل والثبور لا تبني وطنًا، بل تدمّر أسس العيش المشترك الذي يتطلع إليه اللبنانيون.
تاريخ جعجع حافل بالدماء والتقسيم، ولن يمحى من ذاكرة اللبنانيين. إن محاولات تلميع صورته السوداء لن تجدي نفعًا، فهو يظل جزءًا من مشروع لا يخدم مصلحة لبنان، بل يُنفذ أجندات أمريكية تهدف إلى تقويض المقاومة في لبنان وتسليم رقبة لبنان للصهاينة، في محاولة لفرض الوصاية الأمريكية على لبنان وصولًا إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني البائد.
إن لبنان، الذي قدم أغلى التضحيات من أجل استقلاله وحريته، لا يمكن أن يكون رهينة لهذا النوع من الخطاب التحريضي. ما نحتاجه اليوم هو التفاهم، والحوار، والوحدة الوطنية، وليس تهديداتٍ تزيد من الانقسام وتعمق الفجوات بين اللبنانيين.
لبنان يستحق رئيسًا يمثل جميع اللبنانيين دون استثناء، ويعمل على تعزيز السيادة، وحماية حقوق الشعب اللبناني، لا رئيسًا يعزف على أوتار الانقسامات ويسعى إلى تعزيز الانقسامات الطائفية والمذهبية.
أيها اللبنانيون،
إن انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان لا يجب أن يكون رهينة لأجندات شخصية أو طائفية، بل يجب أن يكون قائمًا على المصلحة الوطنية العليا. جعجع لا يتوفر فيه الحد الأدنى من المواصفات الوطنية التي يجب أن يتحلى بها رئيس الجمهورية، وعليه أن يتوقف عن المكابرة والتعالي على الشرفاء الذين قدموا التضحيات الجسام على مر السنين من أجل أن يبقى لبنان سيدًا حرًا مستقلًا.
وفي الختام،
نؤكد أن اللبنانيين، رغم كل التحديات، سيظلون صامدين في وجه أي محاولات لزعزعة استقرارهم أو تشويه تاريخهم النضالي. ولن نسمح بأي محاولة للعودة بالبلاد إلى زمن الفتن والتقسيم. لبنان سيبقى واحدًا، وسيظل سيدًا حراً مستقلاً، بفضل الوحدة والتضامن بين أبنائه، وبفضل المقاومة التي لن تتراجع أمام أي تهديدات.
اللهم اجعل لبنان في أمانك ورعايتك، واحفظه من كل مكروه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المكتب الاعلامي
الثلاثاء 7 رجب الخير لعام 1446 هجري/ 7 كانون الثاني الموافق لعام 2025 ميلادي