
مؤسّسات دار الزهراء تشارك في القمّة الإنسانيّة الدوليّة لأجل غزّة
بدعوة من وقف الديانة التركي، شاركت مؤسّسات دار الزهراء في القمّة الإنسانيّة الدوليّة لأجل غزّة، التي انعقدت في مدينة إسطنبول، بمشاركة ممثّلين عن أكثر من ٢٠٠ منظمة إنسانية من ٣٠ دولة حول العالم.
في كلمته الإفتتاحيّة للقمّة، أعرب سماحة مفتي الجمهوريّة اللبنانيّة الشيخ عبد اللطيف دريان عن دعم اللبنانيّين المُطلق للشعب الفلسطيني، و حقّه في تقرير مصيره على كامل الأراضي الفلسطينيّة، على أن يُترجم هذا الموقف من خلال الإستجابة لنداء غزّة.
شكّلت فعاليّات هذه القمّة محطة بالغة الأهمية للإطلاع عن كثب على المشهد الإنساني الكارثي داخل قطاع غزّة، حيث خلّفت الحرب الأخيرة، المصحوبة بحصارٍ تجاوز العامين، آثارًا مأساوية طالت النسيج الاجتماعي بأكمله، و دمارٍ طال ٩٠% من البنى التحتيّة نتيجة التدمير الممنهج الذي مارسه الإحتلال على غزة. وقد أظهرت الإحصاءات الأولية أن أكثر من ١٠% من السكّان ارتقوا أو فُقدوا أو أُصيبوا؛ حيث سُجّل استشهاد ٢١ ألف طفل و ١٢،٥٠٠ امرأة، إضافة إلى ١١،٢٠٠ مفقود، و ١٢،٠٠٠ حالة إجهاض، فضلًا عن ارتقاء ١،٠٠٩ أطفال رُضّع. كما ارتفع عدد الأرامل إلى ٢١،٠٠٠ وعدد الأيتام إلى ٥٨،٠٠٠، فيما بات ٩٠% من السكان يفتقدون إلى الغذاء الملائم، في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية المعاصرة.
ورغم هذا الكم الهائل من المآسي التي خلفها الاحتلال، فقد لمس وفد دار الزهراء خلال اللقاءات إصرارًا استثنائيًا لدى الغزّيين على إعادة النهوض بالحياة داخل القطاع، مدفوعين بإرادة صمودٍ لا تُكسر. وقد تلاقى هذا الإصرار مع عزيمة حقيقية أبدتها الشعوب الحرّة والمنظمات الإنسانية المشاركة، ما أتاح فرصًا واعدة للتشبيك والتأسيس لآليات جديدة تُمكّن من إيصال دعم اللبنانيين إلى داخل غزة بشكل أكثر فاعلية واستمرارية.