
خيانة الأجواء: من باع الدوحة لإسرائيل؟ \ د.خالد الزدجالي
في يوم واحد فقط، قصفت إسرائيل سوريا ولبنان وغزة وتونس وقطر. لكن ما جرى في الدوحة ليس مجرد قصف عابر، بل طعنة في الظهر وخيانة لا يمكن سترها. غارات إسرائيلية تضرب قلب عاصمة عربية، والوفد القيادي لحركة حماس كان المستهدف المباشر. السؤال الذي لا يريدون الإجابة عنه: من سمح بمرور الطائرات الإسرائيلية حتى وصلت إلى قطر؟
هل يعقل أن تقطع الطائرات كل هذه المسافة من تل أبيب حتى الخليج من غير أن تمر فوق دول عربية؟ هل طارت فوق البحر فقط؟ هل اختفت عن الرادارات؟ أم أن الأجواء فُتحت لها بتنسيق مسبق؟
والسؤال الأشد مرارة: أين الدفاعات الجوية؟
عندما تحلق طائرة إيرانية أو حتى طائرة مسيّرة يمنية، تتحرك الدفاعات وتستيقظ الرادارات، وتُطلق عشرات البيانات عن “التصدي” و”الحماية”. لكن عندما تكون الطائرة إسرائيلية، فجأة تنام كل الصواريخ وتعمى كل العيون! لماذا؟ من يجرؤ على الإجابة؟
هذه ليست غارة إسرائيلية فقط، بل عملية مشتركة. من فتح الأجواء شريك في الجريمة. من قدّم المعلومات الاستخباراتية شريك في الجريمة. ومن استضاف قادة حماس على أرضه ثم سمح بضربهم أمام بيته، هو الآخر شريك في الجريمة.
ثم يخرجون علينا ببيانات الشجب والاستنكار! نفس الاسطوانة القديمة: “ندين، نستنكر، نرفض”. كفى كذبًا! الشعب العربي لم يعد يصدق مسرحياتكم. أنتم من فتحتم الباب للقاتل، فلا تحاولوا البكاء على الضحية.
الأدهى أن بعض الأنظمة التي سُمح من أجوائها بمرور الطائرات الإسرائيلية، هي نفسها التي تطالب المقاومة بنزع سلاحها! أي منطق هذا؟ تريدون الفلسطيني أعزل، بينما تفرشون السماء لطائرات نتنياهو حتى تقصف حيث تشاء!
الحقيقة واضحة: هذه خيانة عظمى. لم تكن ضربة إسرائيلية وحدها، بل ضربة عربية-إسرائيلية مشتركة، هدفها وأد كل صوت مقاوم.
يا شعوب العرب، لا تنخدعوا ببياناتهم ولا باجتماعاتهم الطارئة. الطائرات التي قصفت الدوحة لم تأتِ من فراغ، بل عبر أجواء عربية وبموافقة رسمية، وبتبادل معلومات دقيقة.
إنها الفضيحة الكبرى: دفاعات جوية تستيقظ لإيران وتنام لإسرائيل، أجواء تُفتح للصهاينة، بيانات تُنشر للضحك على الشعوب. لقد انكشف المستور: باعوكم، وباعوا فلسطين، وباعوا شرف الأمة.
منقول