
أولويات السياسة الأمريكية في عالمنا العربي توفير الأمن للكيان المحتل!!! \ بقلم د.ربيع حرّوق
عند الحديث عن المصالح الأمريكية في عالمنا العربي علينا أن لا نغفل عن هوية منطقتنا بأنها عربية مشرقية تذخر بالإرث الحضاري العربي الإسلامي، وعلينا أن لا نغفل بأن هنالك عنصر دخيل على منطقتنا العربية اصطنعه الغرب فزرعته بريطانيا بوعدها المشؤوم “وعد بلفور” وصولاً إلى ما نشهده اليوم من رعاية أبويةٍ أمريكية لكيان مصطنع غير مرتبطٍ بهذا الإرث حيث تتألف تركيبته الاجتماعية من يهود أوروبيين وآخرين قدموا من الاتحاد السوفياتي السابق و “الفلاشا” الافريقيين القادمين من أثيوبيا..
تطورات سريعة تشهدها المنطقة لصالح الاسرائيلي بسبب تصدع الأمة وعدم تضامنها وتكاتفها في وجه الاحتلال الاسرائيلي حتى وصل بنا المقام للتسليم بفرضية وجود الاحتلال على أنه دولة أمر واقع معرضين بذلك مقدساتنا التي تسعى دولة الاحتلال إلى طمس معالمها وهي فعلياً معرضة لخطر الزوال من خلال تغيير الهوية وصولاً إلى بناء هيكل سليمان المزعوم مكان المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
إن الرعاية الأمريكية اليوم لدول الطوق المحيطة بأرضنا المحتلة هدفها الدائم توفير الأمن لدولة الاحتلال على حساب مصلحة الشعب الفلسطيني من خلال غض الطرف عن التجاوزات للقوانين الدولية والقرارات الأممية والضرب بعرض الحائط لمعالم تاريخنا القديم والوسيط والحديث.
لقاءات “نتنياهو” مع “ترامب” وجولات الموفد الأمريكي “توماس باراك” إلى بيروت لن تخدم غير مصالح الشرطي الأمريكي في عالمنا العربي(الكيان الصهيوني المصطنع) على المستويين الأمني والاقتصادي، فقدرنا أن نعيش على هذه الأرض أمامنا خيارين لا ثالث لهما، إما الانصياع للرغبات والأوامر الأمريكية والتسليم بواقع الاحتلال تمهيداً للتطبيع أو المواجهة على كافة الصعد، ولا شك بأن المواجهة الفكرية التوعوية هي منتجة ومثمرة بهدف التمكين للوعي الفكري تجاه قضية فلسطين المحقة لدى الأجيال المتعاقبة حتى بتنا نرى اليوم مع الأسف في جيل الشباب من يساوي بين الجلاد والضحية في غزة وفلسطين وكأنه اعتداء على دولةٍ جارة وليست مجابهة مع كيان اعترفت الأمم المتحدة بأنه دولة احتلال!!.
