
تحليل من احد المتابعين للشان الايراني هذا تحليلي الاستراتيجي لمصير إسرائيل بعد هذه الحرب
في الأحداث الأخيرة، دخلت إسرائيل في موجة صدام مع إيران. وطبيعة هذه الحرب، على ما يبدو، أنها حرب استنزاف، لأنها مبنية على الضربات والتصعيد والنقاط لكل من البلدين. إن طبيعة إيران، كونها بلداً ضخماً وشعبها كبير ولديها جيش مسلح ضخم أيضاً، يجعلها في حرب الاستنزاف من أفضل البلدان. والدليل على ذلك هو أنها تعرضت للاستنزاف لمدة 8 سنوات في حربها مع العراق، على الرغم من أن إيران كانت في بداية انتصار الثورة وكانت ضعيفة جداً. وهذا يعني أن إيران، إذا حاربت لمدة شهر كامل ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، فهي قادرة على الصمود وتعويض الاستنزاف بشكل سريع، بفضل علاقاتها مع الصين وروسيا وكوريا وتركيا.
أما إسرائيل، فهي أشبه بقاعدة عسكرية تمتلك سلاحاً ضخماً، ولكنها بلد صغير وضيق، مما يعني أنه من السهل جداً استهدافها. وهي غير قادرة على محاربة الدول في حرب استنزاف، مما يجعلها أكثر عرضة للدمار. تاريخياً، كانت إسرائيل تنهي معاركها عبر الضربات القاضية والحاسمة التي تضعف أعداءها، مما يمكنها من خوض حروب لاحقة. فعلى سبيل المثال، لو لم تكن ضربتها ضد حزب الله حاسمة وقاسية، ما كانت لتستطيع تحمل تداعياتها. لذا، في حرب الاستنزاف، تكون إسرائيل ضعيفة، بينما إيران قوية وتستطيع الصمود. كما أن إيران لديها القدرة على ترميم نفسها خلال الحرب، وهو ما لا تستطيع فعله إسرائيل بسبب حجمها الصغير، مما يجعلها أقرب إلى كونها قاعدة عسكرية. وبالتالي، لا تستطيع إسرائيل الاهتمام بالجوانب الاقتصادية في مثل هذه الأوقات، لأنها لا تملك أراضٍ للزراعة أو للصناعة مثل إيران.
أما على الجانب الاجتماعي، فقد كان شعب إيران على مر التاريخ مضحياً ولديه قومية إيرانية لا يمكن كسرها حتى وإن كان هناك معارضون للنظام. في الحرب، سيكون من يذهب إلى ساحة المعركة هم الأقلية من الشعب، مما يجعلهم قادرين على الصمود في حرب استنزاف. بينما في إسرائيل، هناك أعراق كثيرة جاءت من دول أفريقية وأوروبية وآسيوية، مما يجعل الشعب في أصله متفككاً. على الرغم من أنه في وقت الحرب، يصبح الشعب الإسرائيلي موحداً رغم الخلافات، فإن النقطة التي تجعل إيران الفائزة هي أنه في نهاية الحرب، سيكون الإيرانيون موحدين بسبب قوميتهم وتاريخهم المشترك، مما يجعلهم متأقلمين مع بعضهم البعض. على النقيض، سيعاني المجتمع الإسرائيلي من الخلافات والتفكك بسبب واقعه المعقد، مما يجعله أكثر عرضة للانهيار.
إذا نظرنا إلى حلفاء إيران، فإن حرب الاستنزاف ستكون مريحة لهم، مما يجعل حزب الله قادراً على ترميم نفسه بعد حربه المميتة. كما سيستطيع اليمن أيضاً الترميم والراحة للدخول في حرب مستقبلية، ولا ننسى حماس، التي سيخف الضغط عليها بسبب الحرب مع إيران. هذا سيسمح لإسرائيل بالتركيز على حربها مع إيران وترك غزة، مما سيشعر سكانها بالراحة ويجعلهم قادرين على ترميم أنفسهم. وهذا سيكون مفيداً أيضاً لحماس لتمكينها من الترميم والاستعداد لجولات جديدة مع العدو الإسرائيلي. وبالتالي، سيكون حلفاء إيران قادرين على إعداد العدة وتحسين صفوفهم وتوثيق قوتهم، وتجديد مواردهم لخوض حرب مستقبلية.
في النتيجة، بعد حرب الاستنزاف، ستكون إسرائيل قد تعرضت للتدمير، وسيترك شعبها البلاد، بينما سيتراجع اقتصادها ومساحتها الجغرافية وبنيتها التحتية. أما إيران، فبفضل قدرتها على ترميم نفسها خلال الحرب، سيكون وضعها أفضل من الوضع الإسرائيلي. لن تكون قدراتها أفضل من تلك التي كانت عليها قبل الحرب، ولكن على الأقل ستكون قادرة على العودة إلى مستوى مقبول على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي والعسكري. أما بالنسبة لحلفاء إيران، فسيكون لديهم الوقت لاستعادة قواهم وتجديد صفوفهم، مما يجعلهم مستعدين لأي حرب كانت بعد انتهاء الحرب. وهذا سيضع إسرائيل في موقف حرج وصعب بعد دمارها وتفكك شعبها، مما سيجعلها ضعيفة للغاية أمام هؤلاء الحلفاء وأمام إيران نفسها، التي لن تحتاج إلى الكثير لترميم قدراتها.
ختاماً، ما أريد توضيحه هو أن إسرائيل والولايات المتحدة هما الخاسران في هذه الحرب، مما يجعل زوال إسرائيل أقرب من أي وقت مضى. لذا، ستنهي إسرائيل حتماً في السنوات القادمة إذا استمرت في أفعالها هذه.