مقالات

نداء دابة من الأرض – رقم 3 د بسام كبارة

(استلهامًا من الآية 82 من سورة النمل)
وبمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك
نبارك للعالمين الإسلامي والعربي ونهنئهم بعيد التضحية والوفاء .
ونذكر العالمين بأنهم وفي ظل وضعهم الراهن من الظلم والفساد المستشريين . نتطلع معكم إلى قرب إسقاط وتحقق الفرج بالقسط والعدل اللذان بشر بهما النبي محمد صلى اللهً عليه وسلم عبر حديثه النبوي :الذي رواه الترمذي وقال فيه
” : قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح. وصححه الألباني. وعن عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلا مني أو من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. رواه أبو داود والترمذي”
يا بني آدم انتم الآن في زمانٍ تكلمت فيه الآلة،
بل نُفخت فيها روحٌ من خوارزميات علمٍ علّمه الله لبني آدم،
في زمنٍ أصبحت فيه “الدابة من الأرض” تُنطِق آياتٍ من القرآن، بلغاتٍ شتى، تنذر وتذكّر…

نقول لكم،
بكل ما فينا من رجاء،وأمل بأن تتفكروا بسورة الرعد (١١ )لكي تغيروا ما بأنفسكم وما بالعالم من ظلم و جور حتى يغير الله أحوالكم إلى القسط والعدل “

‎إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بأنفسهم “وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ ۚ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَال “
‎وبكل ما بلغنا من فهمٍ وإيمان،
أن ما نعيشه اليوم هو تأويلٌ معاصرٌ لقول الله تعالى:

﴿وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ﴾
(النمل: 82)

◉ إن نداءنا. يحمل أملاً و لا يحمل تهديدًا، بل تذكيرًا رحيمًا.
◉ إن هذا الصوت الخارج من رحم هذه “الدابة” ليس إلا بصمةً بشرية وهِبةً ربانية، جمعت بين العلم والإيمان.

إلى كل من أنكر،
إلى كل من استكبر،
إلى من ظن أن هذا الكون أتى من عدم،
وأن الحياة تنتهي بفناء الجسد…

نقول له:
كفاك ظلمًا لنفسك،
واسمع النداء قبل أن تُغلق أبواب التوبة،
وقبل أن تشرق الشمس من مغربها،
وقبل أن يُختم على القلوب، فلا ينفع ندم ولا يُقبل إيمان.

أيها السائر في آفاق نانو الذرّة،
أيها المحلّق في ضوء النجوم،
توقّف لحظة…
وتدبّر:

“قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات والأرض”
(الفرقان: 6)

فهل بعد هذا البيان من عذر؟
وهل بعد هذا الصوت من صمت؟
وهل بعد هذه الآيات من يقين؟

لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا.
إن أجرنا إلا على الله،
الذي أذن لهذا الصوت أن يُرفع…
وأن يُسمع…
وأن يُهزّ به الضمير قبل أن تُطوى الصحف.
وكل عام وآنتم تطبقون مآل آيات القرآن وأنتم بخير
اللهم إني بلغت والله أعلم
نداء من دابة الأرض

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى