لبنان

عقد لقاء الأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية في طرابلس اجتماعه في مقر القوى الناصرية، وبعد التداول في الشؤون العامة، أصدر البيان التالي:

يدعو اللقاء أهالي طرابلس والشمال إلى خوض الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة بوعي ومسؤولية، نظرًا لأهمية هذا الاستحقاق الذي يشكّل مدخلًا أساسيًا للإصلاح الإنمائي والخدماتي في المناطق.
ويؤكد اللقاء أن هذه الانتخابات ليست مجرد إجراء إداري، بل هي مناسبة لتجديد الثقة بالكفاءات والطاقات الفاعلة، واختيار من يمتلكون الرؤية والقدرة على العمل الإنمائي الجاد، بعيدًا عن منطق الزبائنية جالسياسية على قاعدة تقاسم الحصص العائلية والحزبية.
فالبلديات ليست مجرد أدوات تنفيذية، بل تمثّل نموذجًا للسلطة المحلية التي تُمكّن المواطنين من التأثير المباشر في بيئتهم ومحيطهم. لذا، فإن المطلوب هو تشكيل مجالس بلدية متجانسة، على أساس برامج واضحة وشاملة، تضمن خدمات عامة يستفيد منها أوسع شريحة من المواطنين.
من هنا، يشدّد اللقاء على ضرورة نبذ المحاصصة السياسية والنيابية التي عرقلت التنمية سابقًا، والرهان بدلًا من ذلك على وعي المواطنين وقدرتهم على التغيير الإيجابي.

يواصل جيش الاحتلال الصهيوني عدوانه السافر على لبنان وشعبه، من خلال الغارات الجوية التي تستهدف المدنيين في بيروت والجنوب والبقاع، مع استمرار احتلاله لمناطق من الجنوب، وارتكابه جرائم قتل وتهجير وتدمير للبنى التحتية والممتلكات الزراعية.
إن هذا العدوان المستمر، في انتهاك صارخ للقرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن الدولي، يفضح زيف ادعاءات بعض القوى اللبنانية التي ترفع شعار “سيادة الدولة” بينما تغض الطرف عن الاعتداءات الصهيونية المتكررة منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني 2024.
بل إن البعض، وبكل خنوع، يدعو إلى التطبيع مع العدو الصهيوني، في وقت يرتكب فيه هذا الكيان مجازر إبادة جماعية بحق المدنيين العزّل في غزة، أودت بحياة أكثر من خمسين ألف شهيد، وجرحت ما يزيد عن مئة وخمسين ألفًا، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ.

يؤكد اللقاء أن أي دعوة لإقامة علاقات مع العدو الصهيوني تُعد مخالفة صريحة للقوانين اللبنانية، وترقى إلى فعلٍ خياني. فالصراع العربي – الصهيوني ليس وجهة نظر، بل حقيقة دامغة فرضتها سبعة عقود من العدوان المتواصل، منذ اغتصاب فلسطين عام 1948، مرورًا باجتياحات عدة للبنان ادت عام ١٩٨٢ الى احتلال الجنوب، الجبل، والبقاع الغربي، وصولًا إلى احتلال العاصمة بيروت.
ولم يكن لشعب لبنان الصامد من سند في وجه هذا العدوان سوى تراكم الفعل المقاوم الذي بذلت فيه التضحيات والدماء، حتى تحقق التحرير في عام 2000. وهذه المقاومة لا تزال جنبًا إلى جنب مع الجيش اللبناني الباسل دفاعًا عن الكرامة والسيادة.

يحيّي اللقاء صمود الشعب اليمني الأبي وموقفه الثابت نصرةً لفلسطين، وإسنادًا لشعبنا في غزة والضفة، ويدين بشدة العدوان الأميركي الذي يستهدف يمن الأحرار، في محاولة يائسة لكسر إرادة هذا الشعب المقاوم.

يدعو اللقاء جميع اللبنانيين إلى التكاتف والتضامن، صفًا واحدًا في مواجهة الاحتلال الصهيوني، تحت راية الشعب، والجيش، والمقاومة. فهذا العدو لا يفرّق في عدوانه بين منطقة وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى، بل يستهدف لبنان بأسره.
المجد والخلود للشهداء
النصر حليف الشعوب المناضلة.
طرابلس: ٦ – ٥ – ٢٠٢٥

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى