مقالات

القاضي يفاوض المجرمين: هل ستكون هذه بداية لبنان الجديد؟ \ كتب: الدكتور جيلبير المجبر

لبنان اليوم يقف على مفترق طرق حاسم. الشعب اللبناني الذي عانى طويلًا من الفساد والانهيار الاقتصادي يضع ثقته في دولة الرئيس نواف سلام، المكلف بتشكيل الحكومة. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: إلى متى ستستمر مفاوضات الدولة مع الفاسدين الذين نهبوا هذا الوطن؟ هل سنستمر في الرهان على تسويات سياسية عقيمة، أم سيكون هناك موقف حاسم يعيد للبنان سيادته وهيبته؟

كفانا تأجيلاً وتبريراً. لبنان لم يعد يحتمل مزيدًا من التسويات التي تُحابي الفساد. البلاد بحاجة إلى حكومة حاسمة لا تخضع للضغوط ولا ترضخ للمصالح الشخصية. دولة الرئيس نواف سلام، أنت اليوم أمام اختبار مصيري: إما أن تُحدث قطيعة مع الماضي وتؤسس لحكومة نزيهة، أو أن يسير لبنان نحو هاوية لا عودة منها.

المجرمون والفاسدون أوصلوا لبنان إلى حافة الانهيار. فهل يستحقون الجلوس إلى طاولة المفاوضات؟ هذا الوطن يحتاج إلى قيادة جريئة، حكومة تُبنى على الكفاءة لا المحاصصة، على الشفافية لا الصفقات، على قوة القرار لا التردد.

في كل يوم، نسمع عن سياسيين يساومون على الوزارات كأنها غنائم حرب. أصبح تشكيل الحكومة مسرحًا للمزايدات والمساومات، وكأن الوزارات تُباع وتُشترى. هذا النهج دمر لبنان، وهو ما يجب أن يتوقف فورًا. المطلوب حكومة تعمل لمصلحة الشعب لا لمصلحة الأفراد.

لبنان الجديد لا مكان فيه للمجرمين والفاسدين الذين نهبوا الوطن وأذلوا شعبه. هؤلاء يجب أن يكونوا خارج أي معادلة سياسية، لا تفاوض معهم، ولا عودة لهم إلى مواقع القرار. الشعب اللبناني قال كلمته: كفى فسادًا، كفى محاصصة، وكفى متاجرة بمستقبل البلاد.

هل سيستخدم القاضي نواف سلام سلطته لإنقاذ لبنان؟ هل ستكون هذه الحكومة بداية لعهد جديد أم مجرد امتداد للفساد القديم؟ الشعب اللبناني يُطالب اليوم بقرارات تاريخية تُنهي عهد المحاصصة والابتزاز السياسي.

دولة الرئيس نواف سلام، نحن – الشعب اللبناني – معك، ونقف خلفك في هذه المعركة. المطلوب منك ليس مفاوضات جديدة، بل أفعال حاسمة تعيد بناء لبنان. لا وقت للتسويف، لا مجال لمزيد من الصفقات. حان وقت المواجهة، وحان وقت استعادة الدولة من خاطفيها.

الدكتور جيلبير المجبر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى