
اعذرنا ، أخطأنا الباب \ كتبت رندة منقارة
نحن لم نعد قادرين على الذهاب لعيادتك لتسألنا بماذا نشعر !!
أخاف ان أصدم الكثيرين لو قلت : ان حالنا في الحقيقة لا يهمك !
نحن اليوم نريد السؤال عن حالك و أحوالك وحالتك النفسية ، لنعرف كيف تشعر ؟؟
أيها الطبيب الذي أفنيت عمرك دارسا، مسافرا ومحاضرا ومشتركا في المؤتمرات ، ما كان هدفك ؟ وعلى أي أساس بنيت نيتك ؟
قل أرجوك أي شيئ ، إلا أن تقول أنك تحب عمل الخير للناس ، وتعجبك فكرة إنقاذ الناس البطولية لوجه الله!!
أيها الطبيب ، في طرابلس خصوصا، أنت تقرش حسابك على ما يطلب الأطباء في العاصمة ؟ !
وليست طرابلس بفقيرها ،متوسط حالها وحتى ميسورها كما هو حال الذين يعيشون في العاصمة !!
معقول يا رجل الكشفية في العيادة تبدأ من ٤٠دولار أميركي وقد تصل إلى ٦٠دولار …أخاف أن اسأل أكثر فيرتفع الرقم إلى السحاب أعلى !!!
أيها الطبيب الإنساني ، هذا ثمن ماذا ؟؟؟؟
هل تعتقد ان من يأتي إليك يا عزيزي ضجران يبحث عن تضييع وقته ، فقال لنفسه : لأذهب واتحدث مع الطبيب؟!
هل تعتقد ان من جاءك مضطرا متألما ، خائفا على نفسه ، في هذه الظروف ، التي أقل ما يقال عنها أنها وسخة ورذيلة ، جاءك من قصر فخم ،ليسألك سؤالا ويجزيك عليه جزاء السلطان لرعيته ؟؟
لا تقل لي ان هذه تسعيرة النقابة ؟!
ما يهمني هو أنت ،أنت كيف تقيم الفقير والذي هزمته الظروف وخانته صحته إذا احتاج إليك ؟؟ أيضا عبر النقابة ؟؟
يا سيدي لا أحد يدخل بين المرء وقلبه !!
أنت تأخذ كل هذه التكلفة حتى تتكلم ببعض الجمل، بالملايين؟؟ عدة كلمات فقط؟؟ والناس تتلوى جوعا و قهرا ومرضا؟؟
كيف تنام مرتاحا وقد أخذت مبلغا بكل هذه الضخامة ، والمريض لم يقدر أن يشتري الدواء بعد كشفيتك ؟
ماذا استفاد اذا ؟
إذا كان جوابك ان عيادتك هي للأغنياء ، وان الفقراء لهم المستوصفات ، دعني أقول لك أننا هناك لا نقدر على أكثر من سؤالين ،فالطبيب كالجلاد، ينظر إليك بافتراس لتسكت ، ليس معه وقت ، يريد ان يسرع وينهي ، لا ينتظر منك اي استفهام ولا يهمه ان يطمئنك على حالك ! ولا أعمم حال كل المستوصفات ، فبعض المستوصفات ليس فيها مع الاسف الاختصاص المطلوب
وهنا تكمن المشكلة.
أيها الطبيب لقد نسيت كيف بدأ الطب كمهنة إنسانية ، وصار علمك الذي معك( والذي ، على فكرة ، ليس دائما نافعا ، فهذا توفيق من الله ) حجة لجمع وتكديس المال ، بسبب أنك درست وتعبت !
يا عزيزي كل اختصاص فيه درس وتعب ! لكنها الصحة ! تمسكنا من يد مؤلمة !
ترى ألم توفي حتى اليوم ثمن ما دفع أهلك على تعليمك ، وثمن سهر الليالي؟
الحمد لله ليس طبيبا جديدا ، والله أنا أحترمك اشد الاحترام ! لكن
مالك وإن جاء عن طريق حلال بين ، هل يرضي الله في ظل بلد منهار اقتصاديا؟ وظروف الناس فيه لا تأكل ولا تشرب ولا تعيش، واذا مرضت وأخطأت وطرقت بابك ، قمت أنت بالباقي وكلفتها ثمن عدة كلمات من فمك ، وكأنك حللت كل المشكلة ، والتداوي له وقته !
ربما أنت تحلل ذلك ، أنا لا أراه حلالا أبدا ، لأن هذا المال يجب أن يتماشى مع مقدور الضعيف وليس القوي !
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : سيروا على سير ضعفائكم !!
على كل نحن ليس لنا إلا الله يشفينا ، لأن الفقير ليس له طبيب يداويه ولا مستوصف يجلب إليه كل الاختصاصات المطلوبة!
لقد نسي الأطباء أن : الراحمون يرحمهم الله ! وتسعيرة النقابة لن تفيد إذا هجرهم المرضى .
لا أعرف لماذا يتباكون كل يوم على وقوف حالهم؟!
إذا كانوا لا يعرفون سبب ذلك ، فها هو الجواب !
مع العلم بانه لايخلو الامر من اطباء انسانيين همهم الاساس خدمة الناس وصحتهم