
أحقاد تتفجر ضد العالم الإسلامي لماذا ؟!الشيخ مظهر الحموي عضو المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى
هناك قضايا كثيرة تؤرق كل مسلم في هذه الأيام فالوضع العالمي الإسلامي يعاني من مشكلات داخلية ، ومشكلات خارجية .
المشكلات الداخلية سببها التخلف ، والتشرذم ، وفقدان الرؤية ، والعصبيات ، والأمية .
والمشكلات الخارجية تتمثل في ما يعانيه العالم الإسلامي
من ضغوط دولية تستهدف إبتزازه وتعويق تقدمه ، والبقاء على تخلفه ثم ممارسة أبشع صور التنكيل والحقد ضد العالم الإسلامي .
فمثلا حين ننظر الى الموقف الدولي بشكل عام ، والى علاقته بالعالم الإسلامي ، يأخذنا العجب العجاب للموقف المناقض للعدالة ، وللحق الإنساني ، ولمصلحة السلام الدولي نفسه .
والمثل الأكبر والأسوأ ما يعانيه الشعب الفلسطيني المسلم من الإبادة من قتل وذبح وتشريد وقصف وتدمير وإعتقال في كل يوم ، أمام أجهزة الإعلام والانترنت وغيرها وعلى مرأى العالم والذي كأنه يتسلى عندما تعرض عليه هذه المشاهد .
أسألكم اجيبوني لماذا يصمت الرأي العالمي الدولي إزاء ما يحدث وهو يترك عمليات الإعتداء والإبادة والإفناء والجرائم بحق الإنسانية دون إتخاذ موقف رادع .
الجواب : ..{ ..وَدُّوا۟ مَا عَنِتُّمۡ قَدۡ بَدَتِ ٱلۡبَغۡضَاۤءُ مِنۡ أَفۡوَ ٰهِهِمۡ وَمَا تُخۡفِی صُدُورُهُمۡ أَكۡبَرُۚ قَدۡ بَیَّنَّا لَكُمُ ٱلۡآیَاتِۖ إِن كُنتُمۡ تَعۡقِلُونَ }
هذا ما يكشف ما يضمرون من الحقد الأعمى على الإسلام والمسلمين بصورة تزداد بشاعة وقبحا في كل يوم.
نعم هناك نوع من الحقد يتفجر ضد العالم الإسلامي ، دون أن يكون له مبرر على الإطلاق ، فالمسلمون هم حملة حضارة ، وهم دعاة خير، وهم بناة سلم ، وعلى مر التاريخ قدموا للإنسانية أعظم العطاءات، وساهموا مساهمة فعالة في إنقاذ أوروبا نفسها من الجهل ، وخاصة جهل القرون الوسطى ، وقدموا للمعرفة الإسلامية أعظم الإنجازات ، وفي هذا العصر لم يؤخذ عليهم أي موقف يتعارض مع حضارة الإنسانية ،أو مصالح الشعوب ،بل بالعكس ، كانوا هم الفريق المعتدى عليه ، الذين احتلت أوطانهم ، والذين نهبت ثرواتهم ، والذين استغلوا في كل ميادين الإستغلال ، ومع هذا لم يرتوِ الحقد العالمي من ضراوة العداء للإسلام والمسلمين .
هذه القضايا تؤرق المسلم المفكر ، وتملي عليه سؤالاُ ملحاً ألا وهو : لماذا يجري كل هذا ؟! ولمصلحة من يتم هذا العدوان ؟! وما هو مصير العلاقات البشرية ، طالما أن النفسية العالمية ، لم تستطع أن تتخلص من أحقادها ، وبواطن نفسيتها ؟
نقول هذا الكلام اليوم ، آملين أن تتبلور النظرة العامة لشؤوننا كمسلمين ، ولكن النظرة ليست سوداء الى درجة تحول دون الرؤية البصيرة ، فما يلوح في أفق العالم الإسلامي من عودة الوعي والتغيير ولو بطيئا الى قطاعات كثيرة من عالمنا الإسلامي ، هو مؤشر لعودة هذا العالم لأخذ دوره في مستقبل الوجود البشري ، لأن ما يحدث اليوم من سقوط الايديولوجيات والقواعد الفلسفية التي بنيت عليها الحضارة المادية المعاصرة ، يؤذن بأن البشر سوف يبحثون عن الخلاص ، الخلاص الفكري والعقيدي ، والسياسي ، والإقتصادي ، فالحضارة المادية مشرفة على الأفلاس ، بمعنى أن روح الحضارة ليست هي كثرة الإنتاج ولا تقديس الثروات ، روح الحضارة هي التقدم في مضمون الإنسانية وقد اثبتت الحضارة المادية عقم توجهها نحو الإنسان ، واثبتت إنتحارها وسقوطها تحت سلطان المادة والآلة ، وهذا التراجع الحضاري لا بد أن يفرز وضعا جديدا في مسيرة العالم ، ولا بد للإسلام أن يعود من جديد روح التقدم لحضارة عامرة.
{ … وَیَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَۖ قُلۡ عَسَىٰۤ أَن یَكُونَ قَرِیبࣰا }
أخوكم الشيخ مظهر الحموي
رئيس لجنة الدعوة والمساجد وحماية التراث في المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى