اجتماع

المافيات العقارية تطلّ برأسها: الإيجارات السكنية القديمة… إلى «التحرير» درْ

في 28 شباط المقبل، تنتهي مهلة الإشغال التي حددها قانون الإيجارات السكنية القديمة، ويتوجب على المستأجرين إخلاء منازلهم فوراً في عز الأزمات، ومن دون خطة سكنية تحميهم من «التشرد
كتبت زينب حمود في جريدة الاخبار..
EN

المافيات العقارية تطلّ برأسها: الإيجارات السكنية القديمة… إلى «التحرير» درْ
لبنان
في 28 شباط المقبل، تنتهي مهلة الإشغال التي حددها قانون الإيجارات السكنية القديمة، ويتوجب على المستأجرين إخلاء منازلهم فوراً في عز الأزمات، ومن دون خطة سكنية تحميهم من «التشرد»
زينب حمود
الإثنين 10 تشرين الثاني 2025
user follow button
في 28 شباط المقبل، تنتهي مهلة الإشغال التي حدّدها قانون الإيجارات السكنية القديمة بنسخته المعدّلة عام 2017، و«يتوجّب على المستأجرين إخلاء منازلهم فوراً». ومنذ الآن، بدأ المالكون يمارسون الضغوط، مستخدمين الترغيب والترهيب ضد المستأجرين، لاسترداد أملاكهم. إذ تصل إلى مكتب الاتحاد الوطني للنقابات «عشرات الإنذارات لإخلاء منازل مستأجرة، تصدر غالباً عن شركات عقارية وليس أشخاصاً عاديين، ما يشير بوضوح إلى استثمار المافيات والسماسرة في مجال العقارات القديمة، عبر شرائها بـ «تراب المصاري»، والعمل اليوم على تهجير المستأجرين من دون دفع أي تعويضات»، بحسب رئيس الاتحاد كاسترو عبد الله.
ورغم أنّ القانون نافذ ويحفظ الحق في الملكية عموماً، إلا أنه فشل في إيجاد تسوية ترضي المستأجرين، وهم بمعظمهم من كبار السن، ولا توجد أمامهم حلول سكنية بديلة. وعليه، من المقرّر أن تتم الإخلاءات بعد أربعة أشهر، في ظل أزمة اقتصادية حادة وتدنّي قيمة الرواتب والأجور وارتفاع بدلات الإيجار الجديدة، إضافة إلى خسارة الأموال في المصارف، والأزمة السكنية الناجمة عن العدوان الإسرائيلي، و«من دون وضع خطة سكنية تحمي المستأجرين من التهجير، وتحفظ حقهم في السكن».
إذ يلفت عبد الله إلى أن الصندوق الخاص الذي استُحدث بموجب القانون ليستفيد منه المستأجرون ذوو الدخل المحدود فارغ من أي أموال كان يُفترض أن تُدفع كـ «خلوّات» للمستأجرين لتأمين مأوى بديل بعد إخلاء المأجور، إما ببناء منازل في قراهم أو بشراء منزل جاهز مستفيدين من إعفاءات وتسهيلات للحصول على قروض إسكان». أما اللجان التي نص عليها القانون للبتّ في طلبات الاستفادة من الصندوق، فلم تُشكّل بالكامل ولا تزال معطلة، فيما القضاة غائبون عن هذه اللجان للفصل في النزاعات بين المالكين والمستأجرين.
لإخلاءات ستبدأ وصندوق دعم المستأجرين خالٍ من الأموال واللجان معطّلة
إلى ذلك، يشكو المستأجرون من «غش» خبراء تخمين قيمة المأجور. ويروي عبد الله مثلاً أن «تخمين سعر المتر الواحد لمحال تجارية في نفس الشارع في بيروت، يُراوح بين 1200 دولار للمتر و5000 دولار لنفس المساحة». فمن يقوم بالتخمين؟ وكيف؟ وعلى أي أساس يمكن الوثوق بنتائجه للوصول إلى تقييم عادل للطرفين؟
يجيب عبد الله: «غالباً ما يأتي بخبير التخمين المالك القادر على تسديد أتعابه، وربما الضغط عليه لتحديد أسعار تناسبه وترفع بدلات الإيجار، حتى أصبح التخمين العقاري باب رزق لأعداد كبيرة دخلت المهنة أخيراً». ويشير عبد الله إلى أنه «حتى إذا شعر المستأجر بالظلم في التخمين، فإن التوجه إلى القضاء يتطلب تكاليف وأتعاب محامٍ عالية، لا يستطيع غالبيتهم تحمّلها».
في أواخر عام 2023، نجح المستأجرون في ربط احتساب مهلة الإشغال، التي تبلغ تسع سنوات، بتاريخ تعديل قانون عام 2017، لتنتهي المهلة بذلك عام 2026، وليس بتاريخ دخول القانون حيز التنفيذ في 28 كانون الأول 2014، كما أراد المالكون. وبذلك ربح المستأجرون ثلاث سنوات إضافية للمناورة. ولكن، أي «تخريجة» سيجدونها هذه المرة؟
يراهن هؤلاء على تزامن تطبيق قانون الإيجارات السكنية مع مراجعة مجلس النواب للتعديلات على قانون الإيجارات غير السكنية. فبعد سنتين من «المتاهة الدستورية» والأخذ والرد، أدرك المعنيون حجم الكارثة التي سيجلبها قانون الإيجارات غير السكنية بعد ثماني سنوات على مؤسسات الدولة، عند اضطرارها إلى إخلاء الأبنية المستأجرة وفقاً لعقود إيجار قديمة، والتي تشمل مؤسسات حكومية ومدارس رسمية ومباني للجامعة اللبنانية ووزارات ومخافر وغيرها، مع غياب أي تصور للبديل منها.
لذلك، يطمح المستأجرون إلى أن تكون التعديلات التي تُدرس في قانون الإيجارات غير السكنية مدخلاً لإعادة النظر في «الظلم والإجحاف في ملف الإيجارات السكنية»، والبحث عن حلول أكثر عدلاً توفر الأمان الاجتماعي لشريحة واسعة من السكان.
لقد رحل الرئيس المناضل أبو عمار… ولم تزل فلسطين هي الموحد القوي لقوى شعبنا الفلسطيني وأطيافه وشرائحه في قراه ومدنه ومنافيه .

تأتي هذه الذكرى وقضيتُنا الوطنيةُ العادلةُ تمرُ بمرحلةٍ جِدُّ دقيقةٍ ، ربما هي الأصعبُ في تاريخِنا النضالي ، فسلطاتُ الإحتلالِ الإسرائيليِ توغلُ في سياستِها الإستعماريةِ والعنصريةِ ، وتشن عدواناً ممنهجاً لتغيير الوضعِ التاريخي لمدينةِ القدسِ عاصمتِنا الأبدية ، وطمسِ هويتِها وطابعِها العربي والإسلامي ، وطرد سكانها والإستيلاء على منازلهِم في الشيخ جراح ، وسلوان وغيرِها ، عدا عن إقتحامات جنين ونابلس وطولكرم والخليل ، وحرب الابادة الممنهجة التي يتعرض لها شعبنا في غزة ، وكذلك منعِ المصلين والمؤمنين من الوصولِ للأماكنِ المقدسةِ في الأقصى والحرمِ الإبراهيمي وكنيسةِ القيامة.

وفي هذه المناسبة الأليمة على شعبنا… علينا أن نتحلى بالشجاعة والإرادة والتصميم ونردد أمام عدونا الصهيوني وكل من يتربص بنا شراً وضرراً كلمة الشهيد القائد أبو عمار… << يا جبل ما يهزك ريح >> ، فلن تؤثر في صمودنا هوائل الزمن ، ولن ينال من عزيمتنا غياب القادة ورحيل الرموز … بل هي مناسبة لتحويل أحزاننا إلى أفعال وبرامج ، ومواصلة للنضال وتوهج للإبداع الفلسطيني في تجاوز مصاعبه

كما يجب علينا أن نحول رمزية الشهيد أبو عمار ، إلى “رمزية وقدسية فلسطين” التي لا ترحل ؛ فاشتقاق النموذج الفلسطيني في النضال والقيادة والسلطة يجب أن يتمظهر بصور حية عبر قدرة شعبنا على تجاوز شدائده ومحنه… فالشعب الفلسطيني اليوم هو أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية ، ورص الصفوف ومغادرة مواقع الخلاف والتنافر… والسير موحدين عبر هذا الماراتون الفلسطيني الطويل الذي لم نقطعه بعد… وهو أمر يفرض ويستوجب من القوى الوطنية والإسلامية جميعها أن تعِي خطورة المرحلة وتبحث عن الصيغ الممكنة والمناسبة التي تقود بها الشعب الفلسطيني وقواه وفصائله وإنتفاضته الشعبية نحو الهدف الأسمى الذي يعبر عن تطلعات شعبنا .

فقد عبر الخطاب الوطني للرئيس الفلسطيني المؤتمن على نضالات شعبنا وثوابته الوطنية الأخ أبو مازن أمام الأمم المتحدة وفي المحافل الدولية عنْ آمالِ وتطلعاتِ شعبنِا بالحريةِ والإنعتاقِ منْ هذا الإحتلالِ الإستعماريِ الغاصب ، عبرَ وضعِ سقفٍ زمنيٍ لتطبيقِ رؤيةِ حلِ الدولتينِ تحتَ رعايةِ الرباعيةِ الدولية ، وصولاً لترسيمِ حدودِ دولةِ فلسطينَ المستقلةِ على حدودِ العامِ ١٩٦٧ وعاصمتُها القدسُ الشرقية ، مؤكداً وداعياً إلى موقف فلسطيني موحد في مواجهة الغطرسة الصهيونية بحق شعبنا ومدننا ومقدساتنا .

في الذكرى ٢١ لإستشهاد رمز فلسطين نقول للشهداء والمناضلين الراحلين أن لهم حقاً علينا . وفاء لهم ، وعهدا قطعناه معهم بأن تستمر المسيرة… فقد أعطى أبو عمار جل جهده لفلسطين ولشعبه ، أربعون عاماً ثابر فيها ، وقاتل وقاوم ، وصارع ، وقاد الشعب الفلسطيني من محطة إلى محطة ، ومن زمن إلى زمن ، ومن موقف إلى موقف ، وظل صامداً في وجه المطالب الأميركية والصهيونية التي تسعى إلى دفن القضية ووأد حق العودة . فقد أعطى الكثير الكثير لشعبه ووطنه وفلسطينيته ، وحول قضية شعبنا من قضية إنسانية إلى قضية سياسية مشروعه وحق وطني مسلوب أمام المجتمع الدولي ، فقد كانت فلسطين حلمه والدولة الفلسطينية هاجسه ومسعاه وقبلته ، وكان رابط الجأش دائماً ويردد أمام الصعاب والحصار << يا جبل ما يهزك ريح >> .

وإننا في هذه المناسبة نعاهد أبناءَ شعبِنا بأنْ نبقى على العهد ، وفاءً لمشروعِنا الوطني ، وثوابتِنا ولجرحانا ولأسرانا البواسل الذينَ لنْ نتخلى عنهمْ مهما كانتِ الضغوطات ، كما نحيي أهَلنا في الوطنِ والشتات كافة ، ونحيي صمودَ أهِلنا في القدس وغزة والضفة ، مؤكدينَ أنَّ النصرَ قادمٌ لا محالة ، وشمس الحريةِ ستسطعُ على أرضِنا الفلسطينيةِ المقدسة .

وأخيرا ونحن أمام عظمة الشهداء ، نقف وقفة عز وشموخ ونؤكد للعالم أجمع أن القائد الرمز أبو عمار سيبقى ملهم ثورتنا المستمرة حتى نيل الحرية والسيادة والإستقلال ، وستبقى ذكراه خالدة في عقول ووجدان أحرار وشرفاء العالم .

لك منا التحية ولروحك الطاهرة ألف سلام .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى