مقالات

ما العمل أمام المشروع التوسعي الصهيوني واتفاقيات ابراهام الأميركية؟ \ كتب: المحامي عبد الناصر المصري

للإجابة على السؤال أرى من الضروري التذكير بجملة حقائق يتجاهلها البعض وتغيب عن وسائل الإعلام ويتناساها حكام العرب والمسلمين وكثير من أبناء الأمة.
١. فلسطين ارض عربية وواجب تحريرها مسؤولية الأمة، وخذلان أهلها مخالف للمبادئ الدينية ومفهوم الأمة في الفهم الإيماني والقومي.
٢. الكيان الصهيوني هو كيان توسعي ولا حدود لأطماعه في الدول العربية، وٱخر دليل ما يجري من توسع على حساب الأراضي السورية رغم إعلان الادارة الحاكمة أنها لا تريد قتاله.
٣. إنه كيان غدار ولا يلتزم بأي اتفاق يحد من طموحاته التوسعية، والدليل عدم تطبيقه لاتفاقية أوسلو الموقعة مع الشهيد ابو عمار عام ١٩٩٣.
٤. لم ينسحب العدو من أي ارض عربية بشكل سلمي، فكيف لمحتل أن يخرج دون مقاومة.
٥. احتل العدو الجنوب اللبناني عام ١٩٧٨ ووصل إلى عاصمتنا بيروت عام ١٩٨٢ وكان لبنان الرسمي يرفع شعار قوة لبنان في ضعفه”يعني أن ضعف لبنان قوة مانعة للعدو …كلام هبل”.
٦. لم يخرج العدو عام 1982 من بيروت الا بعد المقاومة البطولية لأبنائها.
٧. لم يخرج العدو من لبنان عام ٢٠٠٠ مهزوما منكس الرأس مهانا الا بعد مقاومة بطولية استمرت قرابة 20 عاما، وكلفت أعدادا كبيرة من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
٨. العدو استمر في احتلال أراض لبنانية وتحديدا في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وقرية الغجر رغم وجود القرار الدولي رقم ٤٢٥ الذي يقضي بإنسحابه من كل الأراضي اللبنانية(يعني الأمم المتحدة ومجلس الأمن لم يستطيعوا فرض الانسحاب عليه)
٩. بعد احتلال العراق وثورات الربيع العربي وانطلاق مشروع الفتنة داخل الصف الإسلامي، وبعد طوفان الأقصى وظهور الضعف الصهيوني أمام مقاومة أهل غزة وصمودهم من جهة وحرب الإسناد اللبنانية واليمنية والعراقية من جهة اخرى، انطلق المشروع الصهيوني الأميركي من جديد محاولا فرض الاستسلام والتطبيع مستخدما كل قوته وقوة حلفائه بعد أن ثبت الخذلان العربي والاسلامي المعيب وبعد أن تخلى الحكام وكثير من الشعوب عن مبدأ النصرة لإخوة الدين والعروبة.
١٠. لقد أثبتت مفاوضات واتفاقات وقف إطلاق النار في غزة ولبنان أن العدو ومن ورائه أمريكا يريدون إخضاع احرار الأمة وفي مقدمتهم حركات المقاومة عن طريق القوة وعبر التحريض الطائفي والمذهبي والسياسي، ومن خلال بث منطق حب الحياة وضرورة الاسنقرار، وكأن الذي منع الاستقرار في فلسطين ولبنان هي حركات المقاومة وليس الاحتلال الذي يعتدي على العرب منذ عام ١٩٤٨ ، وكأن احرار الأمة ومقاوموها يحبون الموت بلا سبب.
أمام هذه الوقائع، سوف اجيب على العنوان بجملة أسئلة على الشكل التالي:
أمام ما ذكرنا، هل يستقيم منطق العودة إلى سياسة قوة لبنان في ضعفه؟ وهل تستقيم الحياة بلا كرامة وطنية؟ وهل يجوز ان ننسى أراضينا المحتلة في لبنان وفلسطين؟ وهل يقبل منا الله سبحانه وتعالى أن نسكت عن الاحتلال وظلم أميركا؟ وهل نسير مع ركب المطبعين الذين يسبحون بحمد أميركا واسرائيل وينسون أن رسولنا الكريم حذرنا بأن “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”؟ هل نترك فرض الجهاد وهو فرض عين على كل مسلم تتعرض أرضه للاحتلال؟ هل ندين المقاومين ام نشكرهم على تضحياتهم الكبرى؟ هل نفعل كما فعل الحكام وتتجاهل حرب الإبادة والتجويع في غزة؟ وهل تجاهلنا يمكن أن يحمينا من جرائم العدو؟ وهل هناك سبيل للمواجهة مع العدو غير العودة إلى منطق الوحدة، الوحدة الإسلامية والوحدة الوطنية، والمحافظة على كل أسباب القوة؟ هل هناك قيمة للحياة تحت الاحتلال؟ وهل نقبل بدين ابراهيمي جديد سيفرض على الامة وكتاب غير القرٱن؟ هل نتحمل أن نرى الصهاينة يتنقلون في شوارع بيروت وطرابلس؟ وهل نقبل أن نعيش متمسكين بالحياة ونحن نرى المسجد الأقصى يهدم؟
والله لا قيمة للحياة تحت الاحتلال، ولا قيمة للحياة مع الخنوع، ولا قيمة للحياة بلا كرامة، ولا قيمة لحياة تخالف سنن الله في خلقه.
والله من وراء القصد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى